stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

كتابية

مَثل الكرم والوارث (مت21: 33-44؛ مر 1:12-9؛ لو 9:20-19)- إعداد الأب انطونيوس مقار ابراهيم- راعي الاقباط الكاثوليك في لبنان

5.1kviews

download (26)

ماذا يصنع بكرمي وأنا لم أصنعه    

وَابْتَدَأَ يَقُولُ لِلشَّعْبِ هذَا الْمَثَلَ: «إِنْسَانٌ غَرَسَ كَرْماً وَسَلَّمَهُ إِلَى كَرَّامِينَ وَسَافَرَ زَمَاناً طَوِيلاً. 10 وَفِي الْوَقْتِ أَرْسَلَ إِلَى الْكَرَّامِينَ عَبْداً لِكَيْ يُعْطُوهُ مِنْ ثَمَرِ اكَرْمِ، فَجَلَدَهُ الْكَرَّامُونَ وَأَرْسَلُوهُ فَارِغاً. 11 فَعَادَ وَأَرْسَلَ عَبْداً آخَرَ. فَجَلَدُوا ذلِكَ أَيْضاً وَأَهَانُوهُ وَأَرْسَلُوهُ فَارِغاً. 12 ثُمَّ عَادَ فَأَرْسَلَ ثَالِثاً. فَجَرَّحُوا هذَا أَيْضاً وَأَخْرَجُوهُ.13 فَقَالَ صَاحِبُ الْكَرْمِ: مَاذَا أَفْعَلُ؟ أُرْسِلُ ابْنِي الْحَبِيبَ. لَعَلَّهُمْ إِذَا رَأَوْهُ يَهَابُونَ! 14 فَلَمَّا رَآهُ الْكَرَّامُونَ تَآمَرُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ قَائِلِينَ: هذَا هُوَ الْوَارِثُ. هَلُمُّوا نَقْتُلْه لِكَيْ يَصِيرَ لَنَا الْمِيرَاثُ. 15 فَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْكَرْمِ وَقَتَلُوهُ. فَمَاذَا يَفْعَلُ بِهِمْ صَاحِبُ الْكَرْمِ؟ 16 يَأْتِي وَيُهْلِكُ هؤُلاءِ الْكَرَّامِينَ وَيُعْطِي الْكَرْمَ لآخَرِينَ». فَلَمَّا سَمِعُوا قَالوا: «حَاشَا!» 17 فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَقَالَ: «إِذاً مَا هُوَ هذَا الْمَكْتُوبُ: ?لْحَجَرُ ?لَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الّزَاوِيَةِ. 18 كُلُّ مَنْ يَسْقُطُ عَلَى ذلِكَ الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ، وَمَنْ َقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ؟» 19 فَطَلَبَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ أَنْ يُلْقُوا الأَيَادِيَ عَلَيْهِ فِي تِلْكَ ااعَةِ، وَلكِنَّهُمْ خَافُوا الشَّعْبَ، لأَنَّهُمْ عَرَفُوا أَنَّهُ قَالَ هذَا الْمَثَلَ عَلَيْهمْ. 

العناصر الأساسية في مثل الكرم والكرامين: 

مقدمة : 

يطرح يسوع أمام حاضريه من الفريسين وغيرهم الكثير من التعليم سواء باستخدام الامثال أو بالاجابة على اسئلة رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب ولا سيما حول اسئلتهم المتكررة ومنها ” بأية سلطة تعمل هذه الاعمال؟ ومن أعطاك هذة السلطة؟ ويرجع يسوع ويتحدث بمثل الابنين اللذان طلب منهما ابيهما الذهاب للعمل في الحقل ويتمحور هذا المثل بين القول والفعل فالخطأة رفضوا وسرعان ما ندموا فاكتشفوا طريق الملكوت أما من قالوا نعم وحسبوا انفسهم ابراراً ولم يذهبوا فدل هذا على عماهم الروحي وخسرانهم للملكوت. يبدأ المثل الذي امامنا اليوم بصيغة فعل الأمر ” اسمعوا مثلاً آخر” بنى ربّ الكرم كرمه ومضى(آية 33)ونلاحظ أرسال صاحب الكرم مُرسلين يطلبون من الكرامين الثمار:

أ – أرسل ربّ الكرم خدامه وكان جواب الكرامين لهم الجلد والقتل والاهانة. 

ب- عاد ربّ الكرم وأرسل آخرين ولقيىّ صاحب الكرم الجواب ذاته من الكرامين

ج – ارسل ابنه وكانت النتيجة قتله ” فقال الكرامين ” هذا هو الوريث الوحيد هيا نقتله.فهذا المثل هو استعارة حول عدم الايمان والدينونة التي تنتظر أولئك الذين لم يحملوا ثماراً، من جهة ومن جهة اخرى لم نكون بعيدين عن الحياة بل نحن اقرب ما نكون إلى الحياة . 

الكرم  يدل على:     اسرائيل ، اورشليم ، الملكوت. 

رب الكرم يدل على:  الله

الكرامون هم :  رؤساء اورشليم، رؤساء اسرائيل . 

الثمار تدل على : ما يجب أن نؤديه لله من عمل فعّال. 

رفض الكرامين  يدل على : رفض اسرائيل للانبياء والمرسلين. 

الابن هو : يسوع أرسله الاب اليهود ورفضوه ” جاء إلى خاصته وخاصته لم تقبله. 

عقاب الكرامين يدل على: دمار اورشليم. 

الكرامون الجدّد هم : ابناء الكنيسة. 

حجر الزواية يدل : يسوع المسيح المائت القائم من بين الاموات . 

طلب الثمار يدل على : الوقت الحاسم ليحاسب الله شعبه 

هذا المثل وجه في الدرجة الاولى الى رؤساء الشعب الذين دعاهم يسوع لكي يسمعوا وفيه لهجة هجوميه

” رجل يملك كرم ” هو يمثل الله وحان وقت الحصاد  حيث يطالب الله بحساب وكلته ” أعطاني حساب وكالتي فلقد اقترب الزمن كما اقترب الملكوت فتوبوا وأمنوا بالإنجيل. 

أخي المؤمن هل أنت حاضر لطلب الرب أو للاجابة على سؤاله أين الثمار؟ إن الكّرامون أرادوا أن يخفوا كسلاهم وانانيتهم تحت ستار الضرب والقتل للمرسلين من قبل الرب. كن مستعد أن تجاوب على نداء صاحب الحياة كي لاينزع منك الملكوت ويعطى للآخرين .  

في هذا المَثل يلخص الرب يسوع للشعب اليهودي مُعاملات الله معهم كأُمة مُختارة في أرض كنعان إلى رفض ابنه وصلبه. كما يسرد الرب يسوع المخلص تاريخ خلاص الانسان المكبل بالخطيئة من جهة ومن جهة اخرى يُظهر يسوع محبة الله المترفقة دائماً بالانسان في كل ظروف حياته المتنوعة.فلا يبدو هذا المثل كغيره من الامثال التى تحدث بها المسيح بشكل بسيط وسهل الفهم كمثل الزارع أو الابن الشاطر أو الخروف الضال. فهنا في هذا المثل يبدو كلام يسوع مملؤاً قوة، وموقف حازم قاطع تجاه من حسبوا انفسهم أمة مختارة، فينبة يسوع الى الاعضاء الجدد أي الكنيسة التي امتلاءت بالنعمة الجديدة عليها ان تحمل ثمرها كما ارداها هو.” الويل لكم إن لم يزد بركم على بر الكتبة والفريسين”. 

هذا المثل الذي توجه به يسوع لمعلمي الشريعة والناموس يتوجه الينا اليوم.لهذا المثل جذور كتابية موجودة في (إشعياء 1:5-7) حيث أن الرب أنعم عليهم ببركات وامتيازات لم يكن مثلها لشعب آخر في هذا النص نجد تشبية عظيم قد شببه اشعياء النبي في قصيدة شعرية ادبية ،حيث شبه اسرائيل بكرمةٍ زرعها الله وفلحها واعتنى بها الى اقصى درجات العناية وانتظر منها قطافاً وافراً ولكنها لم تأتي،فقال «ماذا يُصنع أيضًا لكرمي، وأنا لم أصنعه له؟». فقد أحاط الله كرمه بالناموس، وأوقف الأنبياء كحراس له، وأوجد المذابح كمعصرة فيه، ولكن الشعب لم يأت بالثماراللازمة. وكلما كان الله يرسل عبيده الأنبياء إلى هؤلاء القساة القلوب، كلما ازدادوا في شتمهم وضربهم وجرحهم للعبيد المرسلين. فلم يكفهم أنهم لم يأتوا بثمار الروح القدس فقط، بل أكملوا جرمهم، وأسرفوا في الثورة ضد الله. وقد تحقق هذا في تاريخ اكهنوت والشيوخ والرؤساء والملوك وحتى في أعضاء المجمع الأعلى، الذين عينهم الله كرامين مسؤولين في كرمه، لأنهم أنكروا رسل الرب، ووافقوا أخيراً على قطع رأس يوحنا المعمدان.

تحدث جبران خليل جبران قائلاً : 

لمت نفسي عدة مرات بسبب : 

عندما حاولت أن أحصل على مكانةٍ مرقوقةٍ في المجتمع بطريقةٍ غير شريفةٍ. 

عندما بدأت أعرج أمام مكرسحين. 

عندما كنت في موضوع اختيار بين السهل والصعب فاخترت الاسهل. 

عندماغلطت كثيراً ووجدت عذراً لإخطائي بقولي الاخرين يخطئون أيضاً. 

عندما كان يجب على التكلم وصمت فاعتبرت لإن في الصمت قوة. 

عندما تعرضت لعدة صعوبات في الحياة وانسحبت منها دون المواجهه. 

عندما كنت ارتل بصوتي الجميل ونسبت الفضل لي دون أن أذكر فضل الرب علىّ. 

ما نتعلمه من خلال المثل : 

قام ثلاث لصوص قُطاع طرق بسرقة أحد الاشخاص وتجريده من كل ما كان يملكه من اموال ومجوهرات ومن بعد سرقته قتلوه .اتفق الثلاثة على تقسيم الغنيمة فيما بينهم ولكن عندما دخلو إلى مغارتهم طالب اثنين منهم الشخص الثلاث بالذهاب إلى المدينة لاحضار طعام وشراب ليأكلوا ، وفيما الثلاث يركض إلى المدينة اتفق الاثنان على قتله عند عودته لتكون الغنيمة لهم فقط. وفي المقابل فكر اللص الثلاث مع نفسه بامتلاك المسروقات بمفردة فوضع الُسم في المأكولات كي يتخلص من اصحابه. وفور عودتة بالمأكولات إلى المغارة قام الاثنان بطعنه بسكين فمات على الفور، فأخذا الاثنان الطعام وأكل بشهيةٍ وبعد لحظات من تناوله ماتا معاً فوقع اللصوص الثلاثة على الارض غارقين في شر اعمالهم ولم ينالوا شيئاً مما سارقوه . أنت اليوم ماذا يجب عليك أن تفعل في المحافظة على كرم الرب دون أن تهمل في رعايته أو تحاول سرقته؟ المراجع الأساسية كتاب العهد الجديد قراءة رعائيةكتاب انجيل متى الجزء الثاني الجماعة وسر الملكوت للاب بولس الفغاليكتاب تفسير انجيل متى للقمص يعقوب تادرس ملطيكتاب حياتنا قصة للأب فادي لبّس .                 

الرب يبارككم