stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

« مَدَّ [يَسوع] يَدَهُ فَلَمَسَهُ، وَقالَ لَهُ: قَد شِئتُ، فَٱبرَأ » – القدّيس أنطونيوس البادوانيّ

522views

القدّيس أنطونيوس البادوانيّ (نحو 1195 – 1231)، راهب فرنسيسيّ وملفان الكنيسة
عظات لأيّام الأحد وأعياد القدّيسين

« مَدَّ [يَسوع] يَدَهُ فَلَمَسَهُ، وَقالَ لَهُ: قَد شِئتُ، فَٱبرَأ »

آه، كم أنني معجب بهذه اليدّ! “يَداهُ حَلْقَتانِ مِن ذَهَب مُرَصَّعَتَانَ بالزَّبَرجَد” (نش 5: 14). هذه اليدّ التي تفكّ لمستُها عقدةَ لسان الأبكم، تُقيم ابنة يائيرس من الموت (راجع مت 7: 33؛ 5: 41) وتُبرئ الأبرص. هذه اليدّ التي يقول لنا عنها النّبي إشعيا: ” كُلُّ هذه يَدي صَنَعَتها فهكذا كانَت كُلُّها، يَقولُ الرَّبّ “. (إش 66: 2).

مَدُّ اليدّ، هو إعطاء هديّة. يا ربّ، مُدَّ يدك – هذه اليدّ التي سيمدّدها الجلاّد على الصّليب – المس الأبرص، اسخَ عليه. كل ما سوف تلمسه يدك سيبرأ ويشفى. “ولَمَسَ أُذُنَ مَلْخُس”، كما قال القدّيس لوقا، “فأَبرأَه” (لو 22: 51). يمدّ يده لمنح الأبرص عطيّة الصّحة. يقول: “قد شِئتُ فَابرَأ” وفي الحال يزول البَرَص؛ “إِنَّ إِلَهَنا في ٱلسَّماء وَقَد صَنَعَ كُلَّ ما شاء” (مز 115[114]: 3). ففيه، لا شيء يفصل المشيئة عن الإتمام.

غير أنّ، هذا الشّفاء الفوريّ، يُحرزه الله كل يوم في نفس الخاطئ من خلال رسالة الكاهن. للكاهن وظيفة ثلاثيّة: عليه مدّ يده، أي الصّلاة للخاطئ والرّأفة به؛ عليه لمسه، تعزيته، ووعده بالمسامحة؛ عليه إرادة هذه المسامحة وإعطائه إيّاها بالغفران. هذه هي الرّسالة الرّعويّة الثلاثيّة التي عهد الرّب بها إلى بطرس عندما قال له ثلاث مرّات: “اِرْعَ خِرافي” (يو 21: 15).