stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

« مَن سَمِعَ كَلامي وآمَنَ بِمَن أَرسَلَني فلَه الحَياةَ الأَبَدِيَّة »القدّيس أوغسطينُس

481views

القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
عظات حول إنجيل القدّيس يوحنّا، العظة رقم 49

« مَن سَمِعَ كَلامي وآمَنَ بِمَن أَرسَلَني فلَه الحَياةَ الأَبَدِيَّة »

من بين المعجزات كلّها التي اجترحها ربّنا يسوع المسيح، تُعتَبَرُ قيامة لعازر تحديدًا أمرًا مثيرًا للعجب. لكن إذا ما تأمّلنا في ذاك الذي اجترحها، يتغلّب فرحنا على ما يصيبنا من دهشة. إنّ ذاك الذي أقام هذا الرجل قد خلق الإنسان أيضًا، لأنّه الابن الوحيد للآب وتعرفون أنّ “بِه كانَ كُلُّ شَيء وبِدونِه ما كانَ شَيءٌ مِمَّا كان” (يو 1: 3). فإذا به كان كلّ شيء، لماذا نعجب من إقامته لرجل من الموت في حين أنّه يخلق كلّ يوم هذا العدد الكبير من البشر…

سمعتَ بأنّ الربّ يسوع قد أقام ميتًا؛ وهذا يكفيك لتعرف أنّه كان ليقيم جميع الموتى، لو أراد ذلك. وهذا تحديدًا ما احتفظ به لنهاية العالم. لأنّه لو سمعتم بأنّ الرّب يسوع قد أخرج من القبر ميتًا توفّي منذ أربعة أيام بأعجوبة كبيرة، سوف “تَأتي ساعةٌ فيها يَسمَعُ الأَمواتُ صَوتَ ابنِ الله والَّذينَ يَسمعَونَه يَحيَوْن”، كما قال. لقد أقام الربّ رجلاً مهترئًا من قبره، لكن هذا الجسد كان قد حافظ على شكله البشري؛ أمّا في اليوم الأخير، فهو سيعيد بكلمة واحدة الحياة لرمادنا ليستعيد شكله الأوّل. كان لا بدّ للرب يسوع المسيح في زمانه من أن يصنع بعض الأعمال التي تُظهر قدرته لكي نؤمن ونستعدّ لهذه القيامة التي ستكون للحياة وليس للدينونة. لأنّه سوف “تَأتي ساعةٌ فيها يَسمَعُ صوتَه جَميعُ الَّذينَ في القُبور فيَخُرجونَ مِنها أَمَّا الَّذينَ عَمِلوا الصَّالحات فيَقومون لِلحيَاة وأَمَّا الَّذينَ عَمِلوا السَّيِّئات فيقومونَ للقضاء”…

فلنتأمّل إذًا بأعمالٍ أكثر روعة صنعها المسيح: فكلّ شخص يتحلّى بالإيمان هو قائم من بين الأموات؛ وإذا كنّا متنبّهين، سنفهم أنّ بعض الميتات تًعتبر أكثر فظاعة من ميتة لعازر: فكلّ شخص يخطئ، يموت. يخشى كلّ إنسان موت الجسد، لكنّ قلائل هم الذين يخشون موت النفس. يا ليتنا نستطيع أن نوقظ الناس من سباتهم، وأن نستفيق معهم لنعشق الحياة الأبديّة بشعور ملتهب كما نعشق هذه الحياة الفانية!