stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

« مَن لم يَقبَلْ مَلكوتَ اللهِ مِثْلَ الطِّفل، لا يَدخُلْه » – الطوباويّ غيريك ديغني

680views

الطوباويّ غيريك ديغني (نحو 1080-1157)، راهب سِستِرسيانيّ
العظة الأولى عن التجسّد

« مَن لم يَقبَلْ مَلكوتَ اللهِ مِثْلَ الطِّفل، لا يَدخُلْه »

لأنّه قد وُلدَ لَنا وَلَدٌ وأُعطِيَ لَنا ابنٌ (إش 9: 5): إله العظمة، واضع نفسه وجعل نفسه شبيهًا ليس بجسد البشر الأرضي وحسب، إنّما عاش عمر الطفولة المليء بالضعف والبساطة. يا لها من طفولة سعيدة، ضعفها وبساطتها أقوى وأكثر حكمةً من كلّ البشر! لأنّ “قُدرَة الله وحِكمَةُ الله” (1كور1: 24) يكمّلان بالحقيقة عمله المقدّس من خلال واقعنا الإنساني. أجل، إنّ ضعف هذا الطفل الصغير تغلّب على “سَيِّد هذا العالَمِ”، إذ كسر روابطنا وحرّرنا من أسرنا. إنّ بساطة هذا الطفل التي تبدو صامتة ومجرّدة من الكلام “فَتَحَت أَفْواهَ الخُرْس وأَوضحَت أَلسِنَةَ الأَطْفال” (حك10: 21) إذ جعلتهم يتكلّمون “بلُغاتِ النَّاسِ والمَلائِكة” (1كور13: 1)… يبدو هذا الطفل جاهلاً، لكنّه “هو الَّذي يُعَلِّمُ البَشَرَ المَعرِفَة” (مز94[93]: 10)… معرفة الله وكلمته.أيّتها الطفولة الهادئة، أنت التي تعيدين البراءة الحقّة للبشر، والتي بفضلها يستطيع كلّ إنسانٍ مهما بلغ من العمر أن يعود إلى طفولة بريئة ويتشبّه بك، لا بصغر الأعضاء، بل بتواضع القلب والسلوك الهادئ! بالتأكيد، أنتم أبناء آدم، أنتم الذين ترون أنفسكم كبارًا جدًّا… “إِن لم تَرجِعوا فتَصيروا مِثلَ الأَطفال، لا تَدخُلوا مَلكوتَ السَّمَوات” (مت 18: 3). لقد قال هذا الطفل الصغير: “أَنا الباب فمَن دَخَلَ مِنِّي يَخلُص يَدخُلُ ويَخرُجُ ويَجِدُ مَرْعًى” (يو10: 9). إن لم تنحنِ قامات البشر المرتفعة، لن يدعهم هذا الباب المتواضع يدخلونه.