stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

كنيسة الأقباط الكاثوليك

نبذة تاريخية عن كنيسة الأقباط الكاثوليك

3.1kviews

cath

أولاً: لمحة تاريخية 

أسّس القديس مرقس الإنجيلي كنيسة الإسكندرية كما يشهد التقليد الصادق[2]، وقد أوفده القديس بطرس هامة الرسل لتبشير البلاد المصرية فأدّى رسالته ومات شهيداً في السنة الثامنة للإمبراطور نيرون وهي سنة 62م، كما يشهد بذلك القديس إيرونيموس[3]

عيّن القديس مرقس قبل موته أنيانوس ليخلفه في الرئاسة على كرسي الإسكندرية، ثم تتابع الخلفاء على هذا الكرسي وقد اشتهروا بالعلم والفضيلة والنضال عن الحق حتى استحق أغلبهم إكليل الشهادة من أجل المسيح مع عدد وفير من رعاياهم المؤمنين. دام ازدهار الكنيسة الإسكندرية إلى منتصف القرن الخامس. ففي أوائل هذا القرن اعتلى الكرسي الإسكندري القديس كيرلس (412-444م) وواصل أعمال سلفائه في النضال والكفاح، وترأس المجمع المسكوني الثالث المنعقد بأفسس في آسيا الصغرى سنة 431م حيث حرم تعاليم نسطور الخادعة. وفي سنة 444م خلفه في الرئاسة البابا ديوسقورس، وفي عهده حدث انشقاق بين الكنيسة الإسكندرية وكنيسة روما سنة 451م على إثر انعقاد المجمع الخلقيدوني وتبع بطريرك الإسكندرية أغلب الشعب المسيحي المصري من إكليروس وعلمانيين بسبب ما كان له من نفوذ وشأن في رعاياه. وتمسّك عدد قليل من المصريين بقرارات المجمع فأقيم لهم الأنبا بروتيريوس بطريركاً بدلاً من الأنبا ديوسقورس الذي مات في غنجرا عام 454م. وبعد موت الإمبراطور مرسيانوس سنة 457م أقام أتباع ديسقورس لهم بطريركاً في شخص تيموتاوس ايلير، وبعد أيام قلائل قتل بروتيريوس أثناء إقامته مراسيم أسبوع الآلام يوم 28 مارس سنة 458م. وعامل الأنبا تيموتاوس الشعب الذي بقي أميناً لتعاليم المجمع معاملة قاسية طارداً أساقفتهم من كراسيهم ومقيماً بدلاً منهم أساقفة تابعين له. فلما رأى ذلك الإمبراطور لاون الأول نفاه سنة 460م بعد أن استشار جميع أساقفة الكنيسة وأقام بدلاً منه بطريركاً كاثوليكياً يُدعى تيموتاوس سالوفاكيوس، ومنذ ذلك الحين انقسمت الكنيسة الإسكندرية إلى فريقين: فدعا المنشقون الفريق التابع للمجمع الخلقيدوني باسم “ملكيين” نسبة إلى الملك الإمبراطور الذي كان من عقيدتهم، كما أطلق الخلقيدونيون على معارضيهم لقب “مونوفيزيين” أي أصحاب الطبيعة الواحدة.

 

بدأ الأنبا سالوفاكيوس يدير الكنيسة في هدوء وسلام مدة 15 سنة إلا أنه سنة 475م لجأ إلى الانفراد في ديره وانتهز تيموتاوس ايلير فرصة قدوم الإمبراطور باسيليكوس المؤيد له ورجع من منفاه إلى الإسكندرية حيث قوبل بحفاوة.

وفي السنة التالية تسلّم الإمبراطور زينون الحكم وحاول مصالحة الفريقين فرجع الأنبا سالوفاكيوس إلى منصبه وهكذا صار للكرسي الإسكندري بطريركان: واحد كاثوليكي متحد بكراسي روما والقسطنطينية وأورشليم والآخر منفصل عنها. واتبع أغلب الشعب المسيحي المصري هذا الأخير. أما أتباع البطريرك الكاثوليكي فكان عددهم أقل من الآخرين، ويتغلّب عليهم العنصر البيزنطي لا سيما وأن البطاركة الذين تتابعوا في هذه السلسلة كان أغلبهم من الأجانب ولو أنهم حافظوا على الطقس الإسكندري. وعلى مرّ السنين اتبعوا كرسي القسطنطينية في الأجيال الوسطى بين الجيل العاشر والجيل الثالث عشر واتخذوا أيضاً الطقس البيزنطي، وقد سبق الملكيون الخاضعون لكرسي أنطاكية أن تركوا هم أيضاً طقسهم الإنطاكي واتخذوا الطقس البيزنطي في أواخر القرن الحادي عشر، في أيام البطريرك الإنطاكي الكاثوليكي يوحنا الرابع. ولم تشترك الكنائس الملكية رأساً في الخلاف بين روما والقسطنطينية أيام فوثيوس، وظلت العلاقات قائمة بينها وبين روما على قدر ما تسمح به الظروف آنذاك. ولم يتأصّل الانفصال في البطريركيات الملكية إلا عندما تسلّم زمام إدارتها الروحية الإكليروس القسطنطيني.

وخلال العصور الوسطى ظلّ الملكيون في مصر قليلو العدد، وأقام بطاركتهم في القسطنطينية في غالب الأوقات- وقد اشتهر بينهم البطريرك مرقس (1180-1209) الذي استعمل خدمة قداس يوحنا الذهبي الفم بدلاً من خدمة قداس القديس مرقس التي كانت سائدة في الكنيسة القبطية. وقام بعده نيقولاوس الأول (1210-1243) واتحد بكنيسة روما وأرسل عنه ممثلاً إلى المجمع اللاتراني الرابع (1215) وقد سمح له البابا إينوسنيوس الثالث برسامة كاهن لاتيني للقيام بخدمة الأسرى الغربيين خلال حملات الفرنجة على مصر، إلا أن كثيرين منهم رجعوا إلى حضن الكنيسة الكاثوليكية وخصوصاً في القرن الثامن عشر فأقيم لهم بطريرك كاثوليكي على كرسي أنطاكية عام 1724م باسم كيرلس السادس. ثبّته البابا بنديكتس الثالث عشر سنة 1724م. أما الذين تمسكوا بإيمانهم الكاثوليكي والذين ارتدوا من الخاضعين لكرسي الإسكندرية وكرسي أورشليم فإنهم أُخضعوا للبطريرك الأنطاكي لقلة عددهم بموجب قرار صدر من مجمع انتشار الإيمان بتاريخ 13 يوليو عام 1772م. وهذا يثبت أن الكاثوليك المصريين لم ينقطعوا أبداً إلا أن إدارة كنيستهم آلت إلى البطريرك الملكي إلى أن استقلوا عنه سنة 1741م. وقد حافظ المصريون على طقسهم الإسكندري، الذي تغلبت فيه اللغة القبطية على اليونانية.

وبعد الفتح الإسلامي تسربت إليه اللغة العربية التي لم تُعتمد رسمياً في الطقوس الدينية إلا في القرن الثاني عشر، وقد اعتمدها البطريرك غبريال الثاني بن تريك (1131-1145م). وكانت كنيسة روما تحاول بشتى الطرق إرجاع الصلة المتينة التي كانت بينها وبين كنيسة الإسكندرية[4].

وفي أواخر القرن السابع عشر استوطن بعض المرسلين الكاثوليك صعيد مصر فانضمت إليهم جماعات من الأقباط فأسس لهم بابا روما ولاية رسولية سنة 1687 برعاية الآباء الفرنسيسكان وتم اختيار بعض الشباب الغيورين وإرسالهم إلى جامعة انتشار الإيمان بروما إعدادهم للكهنوت وعلى رأس هؤلاء أبو الخير بشارة من صدفا الذي توفى في روما برائحة القداسة وغيره كثير سوف يرد ذكرهم خلال الفصل الرابع من هذا الكتاب.

وتزايد عدد الأقباط الكاثوليك تدريجياً منذ ذلك الحين،. ففي عام 1739م انضم إلى الكثلكة أسقف أورشليم القبطي أنبا أثناسيوس، وكان يقيم بالقاهرة. فعهد إليه البابا بنديكتوس الرابع عشر رعاية الأقباط الكاثوليك بصفة نائب رسولي وذلك ببراءة صدرت في 4 أغسطس 1741م، وخلفه وكيله العام صالح مراغي منذ عام 1744 إلى 1748م، ومن بعده عهدت الإدارة بالتتابع لثلاثة من رؤساء الإرسالية الفرنسيسكانية، ثم إلى الأنبا أنطونيوس فليفل الذي كان أسقف مدينة جرجا عام 1758م، ثم إلى روكسي قدسي من عام 1780-1781م. وهكذا تتابع النواب الرسوليون والمديرون كما هو مبين في القائمة إلى أن أعيد للأقباط الكاثوليك بطريركهم الخاص. فقد أعيد نهائياً الكرسي البطريركي الإسكندري للأقباط الكاثوليك بقرار أصدره البابا لاون الثالث عشر بتاريخ 21 نوفمبر 1895م (منشور بعنوان المسيح الرب). وشغل هذا الكرسي بعد شغوره مئات السنين مثلث الرحمات غبطة الأنبا كيرلس الثاني منذ عام 1899 إلى عام 1908م. وظل الكرسي شاغراً إلى أن تعيّن له غبطة البطريرك مرقس الثاني بعد أن أدار زمامه ما يزيد على العشرين سنة كمدير رسولي وقد سبقه الأنبا مكسيموس صدفاوي.

اعتباراً من عام 1950 قام ثلاثة من الآباء اللعازريين بتنشئة الشمامسة في مبنى الإكليريكية في طنطا.

وفي عام 1953 طلب الكاردينال أوجين تيسران من الآباء اللعازريين إدارة المعهدين المتوسط والكبير للإكليريكية في مبناها الجديد بالمعادي. لبى هذا النداء فريق مكون من تسعة من الآباء اللعازريين ذوي التخصصات.

وفيما يلي قائمة بالنواب والمديرين الرسوليين والبطاركة الذين تولوا إدارة الكرسي الإسكندري بعد أن استقلوا عن الكرسي الإنطاكي الملكي عام 1741م إلى أيامنا. ثم تليها في الفصل القادم قائمة الرعاة الذين خدموا في الطائفة منذ عام 1899م إلى أيامنا حسب تاريخ سيامتهم الكهنوتية.

أسماء النواب والمدبّرين الرسوليين والبطاركة

 النواب الرسوليون:

–         الأنبا أثناسيوس (1741-1744).

–         الأب صالح مراغي (1744-1748).

–         الأب يعقوب رزيمارس (1748-1751).

–         الأب بولس دانيونا (1751-1757).

–         الأب يوسف فرنسيس (1757-1761).

–         الأنبا أنطونيوس فلايفل (1761-1774) وفي عهده سيم الأنبا روفائيل طوخي أسقفاً في 1761.

–         الأب روكسي قدسي (1780-1781).

–         الأب يوحنا الفرارجي (1781-1785).

–         الأب بشاي نصير (1785-1787).

–         الأب ميكيلا نجلو باتشلي (1787-1788).

–         الأب متى الرقيطي (1878-1822).

–         الأنبا مكسيموس جويد (1824-1831).

–         الأنبا تاوضروس أبو كريم (1832-1854).

–         الأنبا أثناسيوس خزام (1855-1864).

–         الأنبا أغابيوس بشاي (1866-1879).

–         الأب أنطون ناداب (1880-1889).

–         الأب سمعان برايا (1889-1892).

–         الأب أنطون كابس (1892-1895).

–          الأنبا جرجس (كيرلس) مقار (1895-1899) انظر المؤسسون ص37-38.

–           الأنبا مكسيموس صدفاوي (1908-1925) انظر  إيبارشية المنيا ص22.

–         الأنبا مرقس الثاني خزام (1926-1947) انظر ص البطاركة 18.

 أصحاب الغبطة البطاركة والمدبرين الرسوليين:

  الأنبا كيرلس الثاني مقار (1899-1908) انظر المؤسسون ص37-38 .

 الأنبا مكسيموس صدفاوي مطران كرسي هيرموبوليس (المنيا) مدبراً رسولياً من (1908-1925) انظر المؤسسون ص38-39.

   الأنبا مرقس الثاني خزام مطران كرسي طيبة مدبراً رسولياً من (1925-1947).

 

   الأنبا مرقس الثاني خزام (1947 – 1958).

الاسم قبل السيامة: مرقس خزام

تاريخ ومحل الميلاد: 16/3/1888، أخميم – سوهاج

الشهادات: ليسانس فلسفة ولاهوت ببيروت

تاريخ السيامة: 30/4/1911، كاهناً ببيروت

30/11/1926، أسقفاً لكرسي طيبة

9/8/1947، بطريركاً للكرسي الإسكندري

رقد في الرب يوم 2/2/1958

 

  الأنبا إسطفانوس الأول سيداروس (1958-1986).

 

الاسم قبل السيامة: ستيفي سيداروس

تاريخ ومحل الميلاد: 22/2/1904، القاهرة

الشهادات:ليسانس حقوق وليسانس فلسفة ولاهوت بباريس

تاريخ السيامة: 2/7/1937 كاهناً

25/1/1948أسقفاً ومديراً بإكليريكية المعادي.

7/6/1958 بطريركاً لكرسي الأسكندرية.

22/2/1965 كاردينالاً للكنيسة الجامعة

23/10/1986 رقد في الرب

 

   غبطة الأنبا إسطفانوس الثاني غطاس منذ 1986

الاسم قبل السيامة:غطاس إندراوس

تاريخ ومحل الميلاد:16/1/1920، طهطا – سوهاج

الشهادات:ليسانس فلسفة ولاهوت “كلية انتشار الإيمان بروما”

تاريخ السيامة:25/3/1944، كاهناً

9/6/1967 أسقفاً لسوهاج والأقصر

مدبراً رسولياً للبطريركية من 24/2/1984-29/6/1986

9/6/1986بطريركاً للأقباط الكاثوليك

التجليس في 12/7/1986.

أماكن الخدمة:مدرس للفلسفة واللاهوت العقائدي بالإكليريكية اللاونية بطهطا ثم طنطا؛ في أوائل 1952 انضم في سلك رهبنة اللعازريين وعيّن رئيساً لدير الآباء اللعازريين بالأسكندرية؛ في عام 1970 اختير ممثلاً أعلى لدى السلطة الكنسية لمنظمة جنود مريم بالقطر المصري.

 

  غبطة الأنبا أنطونيوس نجيب

الحبر الجليل الانبا انطونيوس نجيب ولد عام 1935 في محافظة المنيا مدينة سمالوط، اختير للكهنوت عام 1960، وحصل على الماجستير عام 1962 من الكلية الاكليريكية وكذلك عام 1964 من الكلية الإكليريكية (روما) عام 1964. تم سيامته مطرانا على المنيا عام 1977. يجيد الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية وله العديد من الأنشطة الاجتماعية والمؤلفات بالعربية والإنجليزية . وكان الأنبا انطونيوس نجيب قد انتخب بالإجماع من قبل أعضاء المجمع البطريركي للكنيسة القبطية الكاثوليكية في اجتماعها بتاريخ 30 مارس 2006 ليشغل منصب البطريرك، وذلك بعد أن تقدم البطريرك السابق الكاردينال إسطفانوس الثاني باستقالته لظروف صحية.

 

———————————-

 

[1] عن كتاب اليوبيل الماسي للكلية الإكليريكية للأقباط الكاثوليك بقلم الأب بطرس سعد الله، ص65-68..

[2] أول من شهد بذلك هو المؤرخ الشهير أوسابيوس القيصري في بداية القرن الرابع في الكتاب الثاني من تاريخ الكنيسة الفصل 16 وتبعه القديس إيرونيموس في أواخر القرن الرابع وغيره كثيرون.

[3] في كتابه عن مشاهير الرجال الفصل الثامن. وانظر وصف استشهاده في السنكسار يوم عيده في 30 برموده، وأيضاً في سير البطاركة تأليف ساويرس أسقف الأشمونين.

[4] اهتم الكرسي الرسولي مراراً بهذا الأمر، ففي عام 1440م مثلاً أوفد البابا أوجانيوس الرابع رسلاً إلى البطريرك الإسكندري يوحنا الحادي عشر يدعوه إلى المجمع الفلورنتيني وفعلاً قبل البطريرك الدعوة، وأوفد رئيس دير القديس أنطونيوس ودير الأنبا بولا على رأس وفد مؤلف من اثنين وعشرين راهباً من أقباط وأحباش ووقع باسم البطريرك على قرار الاتحاد يوم 4 فبراير 1442م، ولكن القرار لم ينفذ لعدة أسباب ولا يسعنا هنا أن نذكر عناية البابوات قبل وبعد هذا التاريخ واهتمامهم بمصر والأقباط خاصة.

تم التحديث فى ( الأربعاء, 19 أغسطس 2009 15:11 )