stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

كنيسة الأقباط الكاثوليك

نبذة عن كنيسة السّيدة العذراء مريم للأقباط الكاثوليك بالمنشاة الكبرى – الإكليريكيّ ميشيل زاهر

3.1kviews

16031606161015871577_157516041587161015831577_1575160415931584158515751569_15761575160416051606158815751577_157516041603157615851609_400_04

 

مقدمة
     نظرًا لأهمية معرفة التّاريخ الّذي هو أساس الحاضر والمستقبل، وخاصة تاريخ الكنيسة، والّذي من خلاله نستطيع أن نضع رؤية أوضح للمستقبل. ومعرفة الّذين سبقونا في جهادهم لننال نحن الآن هذه الثمرة.  سوف نتحدث في نبذة مختصرة عن كنيسة ورعية السيدة العذراء مريم بالمنشاة الكبرى للأقباط الكاثوليك، عن إنشاء الكنيسة، ورجال الله الّذين خدموا على مذبح هذه الكنيسة، وعن بعض الأنشطة والخدمات داخل الكنيسة، والدعوات الّتي خرجت من أبناء هذه الكنيسة.
نشأة الكنيسة:   
     قبل بناء الكنيسة الحالية كان هناك كنيسة صغيرة شرق الكنيسة الحالية، وكانت تقام عليها القدّاسات بدءًا من سنة1900 تقريبًا. وكانت العائلة الكاثوليكيّة الأولى في قرية المنشاة الكبرى هي عائلة بيت الطويل. ويرجع أساس الكاثوليك بالمنشاة الكبرى في فترة من الزمن إلى الآباء اليسوعيين    ( الأب هنري عريوط )، إلى أن تم بناء الكنيسة الحالية في 1938. 
كنيسة السّيدة العذراء مريم الحالية:
    شيدت كنيسة السيدة العذراء مريم بالمنشاة الكبرى الحالية على يد الأنبا مرقس خزام المدير الرّسوليّ لبطريركية الأقباط الكاثوليك عام 1938.
بأمر ملكيّ من الملك فاروق الأوّل ملك مصر، تم إصدار ترخص بإنشاء كنيسة لطائفة الأقباط الكاثوليك بناحية المنشاة الكبرى بمركز منفلوط بمديرية أسيوط. 
     قدّم القس سمعان بولس خوري المنشاة الكبرى، إلى نيافة الأنبا مرقس خزام أسقف كرسي تيبا والمدير الرّسوليّ لبطريركيّة الأقباط الكاثوليك، الآتي: “التمس من سيادتكم أن تمنحوا لمذبح كنيسة المنشاة الكبرى الوحيد، الغفران الكامل على المذبح الأنعاميّ، وفي الختام أقبّل الأيدي والتمس البركة.” وتمّ الرّد عليه من الأنبا مرقس خزام بالآتي: ” بالسّلطة المفوضة لنا من الكرسي الرّسوليّ نجعل المذبح الموجود بكنيسة المنشاة الكبرى المشيّد على اسم العذراء مريم، هيكلّا ممتازًا لربح الغفران الكامل.”      ( المنشاة الكبرى 17 أكتوبر 1931 ). وتم صلاة أول قداس على المذبح الأنعاميّ في أول نوفمبر 1931 بالمنشاة الكبرى. 
      بعد إنشاء الكنيسة الحالية تم إنشاء مدرسة النّصر الخاصة بجمعية الصّعيد، الّتي كانت تخدم المسيحيين والمسلمين. كانت هي المدرسة الوحيدة داخل القرية في ذلك الوقت. وكانت تحت إشراف راعي الكنيسة، وكان يقوم بإعطاء مادة الدّين المسيحيّ داخل المدرسة. كانت المدرسة داخل أسوار الكنيسة مما ساعد على جعل الكنيسة مركز كبير وهام داخل  القرية.
     من العلامات المؤثرة داخل الكنيسة، الّتي ساعدت على نشر الإيمان والخدمة، هي المدرسة في المقام الأول، ثم بعض الشّخصيات داخل الكنيسة ومنها العريف المعلم مختار ذكي الّذي كان كفيف البصر ولكنه بصير القلب، كان يعلّم ويقوم بإعطاء مادة الدّين المسيحيّ والألحان داخل المدرسة والكنيسة. كان أيضًا يقوم بتفقّد الرّعيّة أسبوعيًا دون كلّل ولا ملل.
     تعدّ هذه الكنيسة من الكنائس القليلة في الإيبارشيّة الّتي مازالت مهتمة كلّ الاهتمام بالصّلوات التّقويّة داخل الكنيسة والّتي منها ( صلوات الشّهر المريميّ، شهر قلب يسوع، شهر القديس يوسف، شهر الملائكة الحرّاس، شهر الأنفس المطهريّة، بجانب صلوات الأجبية ، وصلاة المسبحة المقدّسة ).
الأنشطة والخدمات داخل الكنيسة:
     يوجد بالكنيسة العديد من الأنشطة القوية الّتي مازالت تهدف إلى أحياء روح الإيمان في أبناء الكنيسة، وكذلك نشر التّعليم الكاثوليكيّ السّليم في نفوس أبنائها. ومن هذه الأنشطة:
اجتماع الشّباب الكاثوليكيّ ويعتبر فريق هذه الكنيسة من أقدم الفرق على مستوى الصّعيد، اجتماع شباب ثانوي، التّربية الدّينية للصفين الابتدائي والإعدادي، وكذلك نشاط الشّبيبة المريميّة والّذي بدأ على يد المتنيح القمص يوحنّا رزيق مع راهبات المحبة في ذلك الوقت. وأيضًا نشاط جنود مريم، وتعد الكنيسة من أقدم الكنائس الّتي كان بها حركات كشفيّة وأدبيّة، حيث يرجع بدايتها إلى نهاية عام 1960.   ويوجد أيضًا كورال صغير داخل الكنيسة. نشاط إيمان ونور (للمعوّقين) الّذي يخدم ذوي الاحتياجات الخاصّة داخل الكنيسة وخارجها أيضًا. وكذلك نشاط الأسر الّذي يعطي تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة لأبنائها موضحًا دور الأسرة في التّعليم المسيحيّ. وأيضًا نشاط أغصان الكرمة والّذي نشأ من عدة سنوات على يد راهبات المحبّة الحاليين. وكذلك يوجد خورس شمامسة الكنيسة.كما يوجد حضانة للأطفال والّتي تخدم المسيحيين والمسلمين.
رجال الله الّذين خدموا على مذبح الكنيسة:
     كان هناك العديد من الكهنة الّذين خدموا بكلّ أمانة ومحبة على مذبح هذه الكنيسة، والّذين أفنوا حياتهم في سبيل نشر تعليم وإيمان الكنيسة الكاثوليكيّة، وفي خدمة الفقراء. وهؤلاء الآباء هم:
1-    الأب إندراوس قزمان ( 1900 – 1902 ).
ولد في طهطا – سوهاج، وحصل على ليسانس فلسفة ولاهوت بالكلّية الشّرقيّة ببيروت. سيم كاهنًا عام 1895، ببيروت. ورقد في الرّب في 1909. 
2-    الأب إسطفانوس توما ( 1902 – 1915 ).
ولد في أول إبريل 1880 في طهطا – سوهاج. التحق بإكلّيريكيّة طهطا في  1900. سيم كاهنًا في 1902 بطهطا على يد الأنبا أغناطيوس برزي. ثم نال رتبة قمّص، ورقد في الرّب في 1946.
3-    القمص سمعان بولس ( 1915 – 1940 ).
ولد في سنة 1882 بطهطا – سوهاج، التحق بإكلّيريكيّة طهطا. سيم كاهنًا متزوجًا في 1915، بيد الأنبا أغناطيوس برزي. عين راعيًا للمنشاة الكبرى لمدة 25 سنة. نال رتبة قمّص في 1940، رقد في الرّب سنة 1964.
4-    الأب عزيز غبريال ( 1940 – 1944 ).
ولد سنة 1915 في أبو قرقاص البلد – المنيا، التحق بالإكلّيريكيّة سنة 1924، ودرس الفلسفة واللّاهوت. سيم كاهنًا سنة 1940 بطهطا بيد الأنبا مرقس خزام. رقد في الرّب سنة 1985.
5-    القمّص مكسيموس كابس ( 1944 – 1945 ).
ولد سنة 1919، في شيخ زين الدّين – طهطا. حصل على ليسانس فلسفة ولاهوت.  سيم كاهنًا سنة 1942 بطهطا بيد الأنبا مرقس خزام. 
6-    القمص مرقس تاوضروس ( 1945 – 1961 ).
ولد سنة 1908 القوصيّة – أسيوط، التحق بالإكلّيريكيّة في 1935، ودرس الفلسفة واللّاهوت. سيم كاهنًا سنة 1937 بالقاهرة بيد الأنبا مرقس خزام. ثم نال رتبة القمّصية عام 1962، رقد في الرّب في أغسطس 1985. 
7-    الأب دانيال صليب ( اغسطس 1961 – ديسمبر 1961 ).
ولد سنة 1918 بالمنشاة الكبرى – أسيوط، التحق بإكلّيريكيّة طهطا 1930. درس الفلسفة واللّاهوت. سيم كاهنًا في المنشاة الكبرى بيد الأنبا مرقس خزام، رقد في الرّب بأسيوط في 1994.
8-    القمص صليب سليمان ( 1962 – 1973 ).
ولد سنة 1912 بنقادة – قنا، ثم التحق بإكلّيريكيّة طهطا في 1926 ودرس الفلسفة واللّاهوت. سيم كاهنًا سنة 1936 بالمنيا بيد الأنبا مرقس خزام، ثم نال لقب قمص في 1966.
9-    الأب متاوؤس موسى ( 1973 – 1974 ).
ولد سنة 1945 القوصية – أسيوط، التحق بإكلّيريكيّة المعادي في 1959، درس الفلسفة واللّاهوت، دراسات تكميلية بروما. سيم كاهنًا في سنة 1970 بروما. رقد في الرّب في 1984.
10-    القمص إلياس يوسف ( 1974 – 1974 ستة أشهر ).
ولد سنة 1935 بالنّخيلة – أسيوط، ثم التحق بالإكلّيريكيّة بطنطا في سنة 1947، درس الفلسفة واللّاهوت. سيم كاهنًا سنة 1960 بأسيوط، بيد الأنبا ألكسندرس اسكندر.
11-    القمص يوحنا رزيق ( 1975 – 2003 ).
ولد في سنة 1942 بالقوصيّة – أسيوط، ثم التحق بإكلّيريكيّة المعادي سنة 1961. درس الفلسفة واللّاهوت. رقد في الرّب في الثّاني عشر من نوفمبر 2010.
12-    الأب مكاريوس ميشيل ( 2000 – 2001 ).
ولد سنة 1961، بصدفا – أسيوط. حاصل على دبلوم تجارة + ليسانس فلسفة ولاهوت بالمعادي. سيم كاهنًا 1991 بأسيوط بيد الأنبا كيرلس وليم.
13-    الأب أليشع فهمي ( 2001 – 2003 ).
ولد في النّخيلة بأسيوط عام 1969، وحصل على ليسانس فلسفة ولاهوت بالمعادي. سيم كاهنًا في 2001 بأسيوط.
14-    الأب مرقس محب ( 2003 – 2006 ).
ولد سنة 1953 بالبياضيّة، حصل على ليسانس فلسفة ولاهوت بالمعادي. رقد في الرّب في الثّامن من يناير عام 2012.
15-    الأب يسى زكريا ( 2006 – … ).
ولد سنة 1972 بعزبة أبو جبل – ديروط، حصل على ليسانس فلسفة ولاهوت بالمعادي. سيم كاهنًا سنة 2000 بعزبة أبو جبل عن يد الأنبا كيرلس وليم.
16-    الأب إبرام نوح ( 2007 – 2008 ).
ولد في عام 1969 بديروط – أسيوط، حصل على ليسانس فلسفة ولاهوت بالمعادي. سيم كاهنًا في 2002 ببلاو – أسيوط.
17-    القمص  إلياس يوسف ( 2010 – … ). 
             نفس البيانات السابقة.
 الرّهبنة الّتي تخدم في هذه الكنيسة:
     تخدم في هذه الرّعية رهبنة     Saint Vincent DePaul، وكانت من أشهر هؤلاء الرّاهبات الرّاهبة الإيطالية “ايليان” والّتي كانت مقيمة في القرية، والّتي مازال تأثير خدماتها وتعاليمها مؤثرًا في نفوس الكثيرين من الّذين عاصروها، فكانت مثال للأم الحنون الّتي دائمًا ما ترعى أبناءها. تركت الرّعية عام 1986 تقريبًا. أمّا عن الرّاهبات الحاليات هم الأخت سوسنه سليم وهي رئيسة الدّير، والأخت فيفيان فاضل.
الإنشاءات والتّجديدات داخل الكنيسة:
     تم تجديد الكنيسة على يد القمص يوحنّا رزيق حيث أنه أتمَّ إعادة بياض الكنيسة من الدّاخل والخارج، وقام بإنشاء مكتبة الكنيسة للمبيعات، وتجديد بعض المباني داخل الكنيسة، وكذلك قام بإنشاء حضانة الأطفال مع راهبات المحبّة.
     قام الأب المتنيّح مرقس محب بتغيير كراسي الكنيسة، وكان يسعى للحصول على ترخيص لبناء مبنى الخدمات، وتوسيع مبنى الكنيسة من الجانب الأيمن لها، وبدأ بالعمل في التّوسيع، ولكن العمل لم ينتهِ معه لأنه نُقل إلى كنيسة أخرى. أتمّ من بعده القمص إلياس يوسف والأب يسى زكريا بناء مبنى الخدمات للكنيسة، ويتم الآن عمل التّشطيبات اللّازمة له، وقاموا باستكمال وتوسيع الكنيسة، ذلك المشروع الّذي بدأه الأب المتنيح مرقس محب، وأيضًا بناء سور لقطعة الأرض المجاورة للكنيسة والّتي تبلغ مساحتها  أثنتي عشر قيراطًا تقريبًا. وأيضًا شراء قطعة أرض بالقرب من رزقة الدّير المحرق والّتي تبلغ مساحتها أربعة قراريط تقريبًا. وبجانب ذلك قامت راهبات المحبة بشراء منزل خلف الكنيسة، وتم تجديده حيث يتمُّ فيه الآن مجموعة من الخدمات والأشغال اليدوية الّتي تخدم المسيحيين والمسلمين من أبناء البلد ، وأيضًا مركز صغير للعلاج الطّبيعيّ، ويوجد حاليًا دكتور لعلاج الأمراض النفسيّة والعصبيّة.
المكرّسين داخل الكنيسة:
     كان لهذه الكنيسة أثر بالغ في قلوب أبنائها، الّذين ترعرعوا في كنف تعاليم الكنيسة الكاثوليكيّة الأصيلة، وهذا بفضل رجال الله الّذين خدموا في حقل الرّب بكلّ أمانة، وأفنوا حياتهم في نشر تعاليم الكنيسة الكاثوليكيّة، ومن أبنائها الّذين كرّسوا حياتهم لخدمة الله هم:
  الأب دانيال صليب ( تاريخ السّيامة 3/1/1943).
   الأب يوسف ناروز (تاريخ السّيامة 1960).
  الأب إيليا فرنسيس (تاريخ السّيامة 3/6/1994).
   الأب يوسف إقلاديوس (تاريخ السّيامة 5/1/1996).
  الأب بيشوي رسمي (تاريخ السّيامة 27/9/2000).
    الأب بولا نعيم (تاريخ السّيامة 26/6/2003).
 الأب يؤانس مسعود (تاريخ السّيامة 18/6/2009).
    الأب لوكاس رسمي (تاريخ السّيامة 12/6/2010).
9-    وأخيرًا التحق بالكلّيّة الإكلّيريكيّة بالمعادي الإكلّيريكيّ ميشيل زاهر رشيد في سبتمبر 2011، كما انضمّتْ إلى راهبات المحبة مؤخرًاالأخت ليلى جميل كامل، وأيضًا الأخت مرزوقة حليم فهيم.
الخَاتمة:
    في بحثنا هذا عن تاريخ كنيستنا بالمنشاة الكبرى، اتضح لنا اعتزازها وتمسّكها بهويتها الكاثوليكيّة، وظهر هذا بالأكثر فيما قدمته لنا من أناس كرّسوا أنفسهم لخدمة الله وكنيسته، ولا زالت الآن تعطي، ويقودنا هذا أيضًا إلى التّعرف أكثر على هُويتنا وروحانيتنا القبطيّة الكاثوليكيّة، ويظهر لنا أيضًا أن للكنيسة دورًا أساسيًّا وفعّالاً في تنمية المجتمع، وفي ونشر الإيمان وتعاليم الإنجيل من خلال الخدمات المقدمة في المجتمع. وهذا يعطي لنا دفعة للأمام في طريق تكريسنا اقتداءً بمن سبقونا. ويقودنا إلى رؤية أوسع وأشمل حيث اتّضح لنا جليًا أن الكنيسة التي بناها المسيح مازالت حية، وتنمو باستمرار، وتعطي دائمًا من خلال أبنائها الذين قدموا ولا يزالون يقدمون من حياتهم وممتلكاتهم من أجل خدمة الرّب والقريب.

المراجع:
    الأب بيشوي رسمي، بالكلّية الإكلّيريكيّة، في الثالث والعشرين من نوفمبر سنة 2012، السّاعة الثّالثة بعد الظهر.
   أمر ملكي رقم 65 لسنة 1938، صدر بسراي المنتزه في 24 شعبان 1357 ( 18 أكتوبر 1938 ).
    التماس، سمعان بولس، المنشاة الكبرى 17 أكتوبر 1931.
    اليوبيل المئوي للكلّية الإكلّيريكيّة، بطريركية الأقباط الكاثوليك، كلّية العلوم الإنسانية واللاهوتية بالمعادي، 2001.
    سجلات كنيسة السّيدة العذراء مريم للأقباط الكاثوليك بالمنشاة الكبرى.