نحو صومٍ مقبولٍ-الإكليريكيّ/ جوزيف منير
نقطة الانطلاق: ما هي صعوبات الصوم ؟
1- صعوبة الصوم بالزّيت لفتراتٍ طويلةٍ.
2- لماذا نُعذّب جسدنا بالصوم ؟ هل الله يطلب ذلك ؟
3- صوم الإفخارستيّا لمدة 9 ساعات كاملة !!!
4- اختلاف مفاهيم ومواعيد الصوم بين الكنائس الشّرقيَّة والكنائس الغربيَّة.
5- اقتصار الصوم فقط على الأطعمة، ممَّا يخلق نوعًا من التمرّد والتذمر وعدم الرّضى.
6- صعوبة تقبّل الآخرين المختلفين عنَّا في مواعيد الصوم وكيفيته (الأرثوذكس، البروتستانت).
7- التعويض عن قسوة الصوم بزيادة الأكل وتنوعه وجماله.
8- كثرة أيّام الصوم على مدار السّنة الطقسيَّة.
9- ليس الصّوم فقط فترة للتوبة أو للأعمال الصالحة بل العام كلّه.
10- عدم أكل السّمك في الصّوم الكبير وصوم العذراء.
11- عدم الانقطاع يوم السّبت.
ما هو المعنى الحقيقيّ للصوم ؟
– هناك إشارةٌ قديمةٌ للصّوم في سفر التّكوين: ” وأوصى الرّبُّ الإله آدمَ قائلاً من جميع شجر الجنَّة تأكل أكلاً. وأمَّا شجرة معرفة الخير والشّرِّ فلا تأكل منها” (تك2: 16-17).
– الصّوم في نصِّ (مت6: 16-18):
1- الصّوم ليس تغصبًا بكآبة الوجه. 2- الصّوم ليس مجالاً للنّفاق والرّياء أمام النّاس.
3- الصّوم في الخفاء (علاقة حميمة مع الله). 4- الصّوم علاقة بنوّة (الصائم ابن الله).
5- مجازاة/مكافأة الصّوم علانيةً من الله.
– معنى الصّوم بشكلٍ أشملٍ:
1- الصوم وسيلةٌ وليس هدفًا: ما معنى ذلك ؟
الصّوم من أجل الإنسان، وليس الإنسان من أجل الصّوم.
وسيلةٌ لتقديس الذّات (القدّاسة).
وسيلةٌ للاتِّحاد بالله (الإفخارستيّا).
استعدادٌ روحيٌّ للدّخول في سرّ التجسّد (صوم الميلاد)، وفي سرِّ الخلاص (صوم الأربعين).
2- الصوم مسيرة تحرير فرديَّة وجماعيَّة
– وسيلةٌ للتّوبة والرّجوع إلى الله: ” قدّسوا صومًا نادوا باعتكافٍ… اصرخوا إلى الرّبِّ. يقول الرّبُّ ارجعوا إليَّ بكُلِّ قلوبكم وبالصّوم والبكاء… ارجعوا إلى الرّبِّ إلهكم… لعلَّه يرجع ويندم…” (يوئيل1: 14؛ 2: 12-14).
– الصّوم ثورة توبة داخليَّة: ” وأبكيتُ بصومٍ نفسي” (مز69: 10)؛ ليس فقط بالامتناع عن الرّذائل (سلبيًا)، بل باكتساب الفضائل (إيجابيًا).
ما الفرق بين الصّوم وثورة 25 يناير ؟
– الصّوم تغيير مسار الطريق (مثال الابن الضّال: لو15)، تدريب الإرادة على تغيير العادات السّلبيّة في حياتي.
– الصّوم هو تحويل التّفكير السّلبي إلى إيجابي خلاّق مُبدع: ” وتتجدَّدوا بروح ذهنكم” (أف4: 23).
– الصّوم هو جوع الإنسان إلى كلمة الله، وعطشه إلى محبّته في الآخرين.
– الصّوم هو تخلّي صغير يقودنا إلى تخليات عظيمة (مثال: تنحي قداسة البابا بندكتوس السّادس عشر في 28/2/2013م).
– الصّوم (مثل الصّلاة) مسيرةٌ للدّخول في منطق/مشيئة الله، حتّى تتطابق إرادتنا مع إرادة الله.
3- الصوم سمّة الأبناء لا العبيد: ما معنى ذلك ؟
الصوم عمل الأبناء؛ فالأبناء في انتظار الأب: “… أتقدرون أن تجعلوا بني العُرس يصومون ما دامَ العريس معهم. ولكنْ ستأتي أيّامٌ حين يرفع العريس عنهم فحينئذٍ يصومون في تلك الأيَّام” (لو5: 34-35). كذلك لأنَّه يتمّ بفرحٍ وبسهولةٍ وباستمرارٍ (فضيلة الصّوم). لذّا فالصّوم ليس فرضًا علينا من الكنيسة، بل محبَّةً لله.
صوم العبيد: صوم الخوف من السّيد لنيل رضاه واستعطافه، صوم العقاب على ما ارتكبه من آثامٍ.
• أنواع مختلفة من الصّوم السّلبي
1- صوم النّباتي. 2- صوم العادة. 3- صوم الحزن. 4- صوم صحيّ (ريجيم)/مرضي. 5- صوم اقتصاديّ/توفير/بخل. 6- صوم مصلحة (صوم التّجار). 7- صوم العبيد. 8- صوم الفقراء (إجباري).
4- الصّوم فعل قلبي داخليّ + فعل جسدي خارجيّ
o فعلٌ داخليٌّ: يتعلّق بروح الإنسان – في الخفاء لأنَّه علاقة شخصيَّة حميمة مع الله.
o فعلٌ خارجيٌّ: يتعلّق بجسد الإنسان – (تضامن مع جماعة المؤمنين (الكنيسة) + تضامن مع المسلمين (صوم رمضان).
الصّوم تعبيرٌ خارجيٌّ… قناعةٌ داخليَّةٌ… توبةٌ حقيقيَّةٌ
5- الصّوم إيمانٌ عاملٌ بالمحبَّة:
” أليس هذا صومًا أختاره حلَّ قيود الشّرِّ. فكَّ عقد النّير وإطلاق المسحوقين أحرارًا وقطع كُلِّ نيرٍ. أليس أن تكسر للجائع خبزكَ وأن تُدخل المساكين التّائهين إلى بيتكَ. إذا رأيتَ عُريانًا أن تكسوه وأن لا تتغاضى عن لحمكَ” (إش58: 6-7)
– الصّوم بين الكنيسة والإفخارستيّا، وبين أعمال المحبَّة في المجتمع بين النّاس.
– الصّوم هو زمن الإحساس بالفقير والمحتاج (الصائمون إجبارًا لا اختيارًا)، فإذا كان بلا أعمال رحمة لا قيمةَ له.
لماذا صامَ المسيح ؟
– يذكر لنا الوحي المُقدّس أنَّ يسوع صام أربعين يومًا (نهارًا) وأربعين ليلةً قبل بدء رسالته، ومن هذا الصوم نستمد قيمة ومعنى صومنا، فصوم المسيح يتميز بـــــ:
الصوم إعداد لمشروعٍ/رسالةٍ/عملٍ معين، وبالأحرى رسالة روحيَّة.
الصوم هو طلب الدّخول في مشيئة الله ومعونته وقوته.
“… ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكُلِّ كلمةٍ من الله (لو4:4). حياة الإنسان مزيجٌ من الماديِّ والرّوحيِّ معًا، والصوم هو انقطاعٌ عن الخبز الماديِّ للالتصاق بالخبز الرّوحيِّ (كلمة الله).
• الارتباط بين الصّوم والصّلاة والصدقة (إنجيل أحدّ رفاع الصّوم الكبير) مت6
– العلاقة بين الصّوم والصّلاة والصّدقة
1- البُعد الخارجيّ للثّلاثة: التحذير من فخ الظّهور/فخ مديح النّاس/فخ النّفاق والرّياء في صومنا/صلاتنا/صدقتنا.
2- التركيز على بعد الخُفيّة (الخفاء) أي العلاقة الشّخصيّة مع الله.
3- علاقة الأبوّة: الصّائم ابن الله، المُصلّي ابن الله، المُتصدّق/المُعطي ابن الله.
4- المُجازاة/المكافأة علانيةً (إش58: 8- 12).
• إستراتيجيَّة الصوم وآلياتها:
كيف أصوم عمليًا ؟ ما مقصدي من الصّوم ؟
1- خلق جو من السّلام وعدم المشاحنات والمنازعات بين الآخرين. 2- أعطْ من وقتكَ وجهدكَ.
3- صوم عن التّذمّر والتمّرد. 4- صوم عن الأحكام المسبّقة على الآخرين وتمرير الشّائعات والنّميمة.
5- صوم عن اليأس والإحباط. 6- صوم عن ثقافة الاستهلاك (مال – أشياء – أشخاص).
7- صومٌ مصحوبٌ بـــــ صلاة، إفخارستيّا. 8- صوم الحواس.
9- صوم عن العلاقات الزّوجيَّة (الأرثوذكس)!!! 10- صوم عن الكلام (الرّياضات الرّوحيَّة).
11- لا يكنْ صومكَ مجرد مظهر اجتماعيّ أو وسيلة للجدال والخلافات مع الطوائف الأخرى.
” صوم اللّسان خيرٌ من صوم المعدة، وصوم القلب خير من الاثنين” (أحد الآباء)
• الفكرة الأساسيَّة
” قدّسوا صومًا نادوا باعتكافٍ اجمعوا الشّيوخ جميع سكان الأرض إلى بيت الرّبِّ إلهكم واصرخوا إلى الرّبِّ” (يوئيل1: 14)
“… يقول الرّبُّ ارجعوا إليَّ بكُلِّ قلوبكم وبالصّوم والبكاء… ارجعوا إلى الرّبِّ إلهكم… لعلَّه يرجع ويندم…” (يوئيل2: 12-14)
“… ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكُلِّ كلمةٍ من الله” (لو4:4)
” إنْ عطشَ أحدٌ فليُقبل إليَّ ويشرب. مَنْ آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماءٍ حيٍّ” (يو7: 37-38)
“… هذا الجنس لا يُمكن أن يخرجَ بشيءٍ إلاَّ بالصّلاة والصّوم” (مر9: 29)
” وبينما هم يخدمون الرّبَّ ويصومون قال الرّوح القدّس أفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الّذي دعوتهما إليه. فصاموا حينئذٍ وصلَّوا ووضعوا عليهما الأيادي ثمَّ أطلقوهما” (أع13: 2-3)
الإكليريكيّ/ جوزيف منير