نسمات روحية للمونسنيور توماس حليم ١٨ يونيو
نسمات روحية
١٨ يونيو
١- ساعة الموت
حياتنا تُقاس بالزمن، الذي في مداه نتغّير ونشيخ. وكما عند كل الكائنات الحيّة على الأرض، يبدو الموت انتهاء الحياة الطبيعي. هذا الوجه من الموت يسم حياتنا بطابع ملحّ: فعندما نتذكر أننا مائتون، نتذكر أيضا أنه ليس لنا سوى وقت محدّد لتحقيق حياتنا: “أذكر خالقك في أيام شبابك، (…) فيعود التراب إلى الأرض حيث كان، ويعود النفس إلى الله الذي وهبه” (الجامعة 12: 1، 7). ومن هنا أيضا نعرف أنّنا نجهل عن الموت الساعة التي يلقي علينا يده القاهرة. لا شيء نجهله مثل ساعة الموت، لذلك يحثنّا الكتاب المقدس على السهر والاستعداد لاستقباله. “اسهروا إذن فإنّكم لا تعلمون اليوم ولا الساعة” (متي 25/13). يباغتنا الموت ويفاجئنا. “يأتي ابن البشر في ساعة لا تظنونها” (لو 12/ 40).
وما تؤكّده أيضا تعاليم الكنيسة الكاثوليكية: “تُشجعنا الكنيسة على أن نهيّئ أنفسنا لساعة موتنا “نجنا يارب من الموت المفاجئ وغير المتوقع: طلبة القديسين القديمة، وأن نطلب إلى والدة الإله أن تشفع فينا في ساعة موتنا” (صلاة السلام عليك يا مريم)، وإن نودع ذواتنا القديس يوسف شفيع الميتة الصالحة: “فما كان أحراك أن تسلك، في كل عمل وفكر، سلوك مَن كان موشكاً أن يموت اليوم، لو كان ضميرك صالحاً، لما كنت تخاف الموت كثيراً. تجنُّب الخطايا خير من محاولة الهرب من الموت. إن كنت اليوم غير متأهّب، فغداً كيف تكون مستعداًّ” (من كتاب الاقتداء بالمسيح 1، 23، 5 – 8).