نسمات روحية – مونسنيور توماس حليم
كلِمات يَسوع على الصَليب
الكلمة الثانية
الحق أقول لك اليوم تكون معي في الفردوس
1- إيمان اللص
كيف وصل إلى هذا الإيمان, وإلى هذا التغيرّ؟ كيف آمن بالرب, والرب في آلامه لا في مجده، في استهزاء الناس به وليس في سعيهم إليه طلباً للشفاء والبركة؟ لنتأمّل في هذا التدرّج الروحي الذي مرَّ فيه اللص: من محبة للعدل, من فهم للخطيئة “أمّا نحن فبعدل لأننّا خطأة …” من توبة، من تواضع، ومن نداء ليسوع.
إن يسوع كافأ في حياته أفعال الإيمان الموجهّة لشخصه: أمه في قانا, الجندي الروماني في كفر ناحوم، بطرس المعترف بيسوع، فلم يرفض طلبة أمه، وشفى الخادم، ورفع بطرس إلى رئاسة الكنيسة.
واليوم يسوع يكافىء، فوق الحد, إيمان اللّص، يطلب منه اللّص، ذكراً أو صورة قبل الموت، ويسوع يعطيه كيلاً مهزوزاً ملبوداً فائضاً. قال له: اليوم تكون معي في الفردوس. “إنّ الزواني والعشارين يسبقونكم إلى الفردوس”.