المكافأة التي تُعرض على المختارين والصالحين هي عظيمة. فقد عطف عليهم الآب السماوي، ودعاهم إلى وراثة مُلكٍ أُسِّس منذ إنشاء العالم، إنّها السماء حيث النعيم الأبدي. أمّا جزاء الأشرار فأكبر عقوبة لهم هي الانفصال عن الآب الحنون والبعد الأبدي عنه. يبدأ المسيح أولاً بالفصل والقسمة. فيقيم الصالحين عن اليمين والأشرار عن اليسار.
إنّ التركيز على أعمال محبة القريب الروحية والجسدية هو مثير للعجب والتساؤل. فالملك والديان العادل لا يسأل الإنسان إذا قام بواجب الصلاة، وإذا قدّم الذبيحة وهي أعظم ما في الناموس، وإذا التزم بالصوم والزكاة وسائر الفروض التي تستلزمها العبادة لله.
إنّ المحبة هي كل شيء. وهذا ما شرحه القديس بولس بإسهاب وبعمق إذ قال بأنّ المحبة هي كمال الناموس وهي رباط الكمال وهي الأعظم بين الفضائل.