stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

نسمات روحية – مونسنيور توماس حليم

808views

كلِمات يَسوع على الصَليب

الكلمة الخامسة

أنا عطشان

وإذا أمعنّا النظر في قوله له المجد: “أنا عطشان” تتجلّى لنا شخصيته المباركة في أربعة أمور: طبيعته، عمله، مثاله، ومطلبه.

٢- عمله

ولكن لماذا قَبِل المسيح هذه الآلام وتلك المعاملة؟ لا شك أنّ عطشه الشديد، وشربه المرّ، لم يكن إلّا ليحلّ محلّ الخاطئ، ويقوم بمسؤوليتّه في احتمال قصاصه العادل. وبما أنّ الكتاب المقدّس يقرّر أنّ دينونة الله تُهلك “ٱلنَّفْسَ وَٱلْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ” (متى 10: 28) احتمل المسيح كنائب الخطأة آلام النفس عندما صرخ: إلهي إلهي، لماذا تركتني؟ واحتمل آلام الجسد عندما نادى: “أنا عطشان”. وبما أن الخطيئة ابتدأت بشهوة الطعام على شفتي آدم، فلزم أن تنتهي بنكران تلك الشهوة والحرمان منها في «آدم الثاني» الذي هو المسيح. فآدم الأول ابتدأ بالنَّهم والتطاول على ما ليس من حقه، وأما آدم الثاني فعالج هذا الداء باحتمال العطش والتخلّي عما يستحقّه.