نسمات روحية – مونسنيور توماس حليم
كلِمات يَسوع على الصَليب
الكلمة السادسة
قد أكُمل «تمّ»
٢- تكملة القصد الإلهي
لم يبغت الصليبُ المسيحَ من حيث لم يحتسبه، ولم يداهمه من حيث لم يتوقّعه. بل كان هذا في تقدير الآب وبمقتضى علمه السابق. فقبل إنشاء العالم وقبل الأزمنة الأزلية كان الآب يُبدي مشورته لابنه المبارك، وقدَّم المسيح نفسه لله بروحٍ أزلي ليُطهّر ضمائرنا من أعمالٍ ميتة، لنخدم الله الحي (عبرانيين 9: 14) وعُرف أنه “حَمَلُ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ ٱلْعَالَمِ” (يوحنا 1: 29) وكل الذين سيقبلون كفارته وفداءه هم «معروفون» و «معيَّنون» و «مدعوون» و«مبرَّرون» و «ممجَّدون» في المسيح منذ القدم (رومية 8: 29 و30). أما وقد حانت الساعة فالأزمنة الأزلية تشرف على الجلجلة لترى كيف يُكشف الحجاب عما سبق وترتَّب من “وَعْدِ ٱلْحَيَاةِ ٱلَّتِي فِي يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ” (2 تيموثاوس 1: 1) و “الخلاص بِمُقْتَضَى ٱلْقَصْدِ وَٱلنِّعْمَةِ” (2 تيموثاوس 1: 9).