أما بخصوص تفصيلات الدينونة فأنّ يوحنا يذكّر أنّ الناس دينوا حسب أعمالهم. وقد يظهر ذلك أمراً غريباً إذ أنّ الكتاب يُعَلِم أن الإنسان يخلص بالنعمة الإلهية لا بواسطة الأعمال. ولكن ليس هناك أي اختلاف بين الخلاص بالنعمة والدينونة حسب الأعمال. لأنّ كل من اختبر نعمة الله الخلاصية لا بدَّ له من أن يُظْهِر نتائجها في حياته اليومية بالأعمال الصالحة وألا سيكون إيماننا ميتاً كما يقول بولس الرسول لأن من يؤمن بشيء لابد من إظهاره في أعماله وأقواله وألاّ سنكون كالصنج الذي يرنّ. أما الذي لم يقبل هِبَة الله بل استرسل في محاولاته لإنقاذ نفسه بواسطة جهوده فأنّ ذلك الإنسان سيرى أنّ جميع أعماله هي غير كافية لبنيان أساس المصالحة مع الله.