نسمات روحية – مونسنيور توماس حليم
كلِمات يَسوع على الصَليب
الكلمة السادسة
قد أكُمل «تمّ»
٣- المسيح و النّبوءات
إنّ نبوءات ستة آلاف سنة تتحقّق اليوم! إعلانات الأجيال الغابرة تتّم كأنّ الأنبياء الذين تنبّأوا بها كانوا شهود عيان، وجميع أخبار الآباء المتواترة وبلاغات الرائين المتتابعة عن المسيح تُنجَز بحذافيرها. لقد سبقوا ورأوا بعين النبوّة ما قد تحقق في ملء الزمان، فآدم رأى نسل المرأة يسحق رأس الحية “وأجعل عدواة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها فهو يسحق رأسك وأنت تصيبين عقبه” (تكوين 3: 15). وإبراهيم رأى نسلاً تتبارك فيه جميع قبائل الأرض “وأبارك مباركيك، والعن لاعنيك ويتبارك بك جميع عشائر الأرض” (تكوين12: 3)، و رأى أيوب وليّاً يقوم أخيراً على الأرض “فادي حيّ وسيقوم الأخير على التراب” (أيوب 19: 25)، وداود رأى مسكيناً ثقبوا يديه ورجليه “كلاب كثيرة أحاطت بي زمرة من الأشرار أحدقت بي ثقبوا يديّ ورجليّ” (مزمور 22: 17)، وأشعيا النبي رأى عبد الرب مجروحاً من أجل معاصينا “طعن بسبب معاصينا وسحق بسبب آثامنا نزل به العقاب من أجل سلامنا وبجرحه شفينا” (إشعياء 53: 5)، وإرميا رأى غُصناً يُدعى الرب برُّنا “في تلك الأيام يخلص يهوذا وتسكن أورشليم في الطمأنينة ستدعى به: (الرب بُّرنا)” (إرميا 33: 16).