نسمات روحية – مونسنيور توماس حليم
كلِمات يَسوع على الصَليب
الكلمة السادسة
قد أكُمل «تمّ»
٣- المسيح و النّبوءات
من هنا إن نيابة آدم تُبطل أمام نيابة المسيح، وعهد نوح لا يُذكر أمام عهد المسيح، ودم الذبائح لا يُقاس بدم المسيح، وهتافات اليوبيل تختفي أمام هتافات الإنجيل، ومباهج الأعياد لا تُحسب شيئاً أمام أفراح الخلاص، وراحة السبوت لا توازي سلام الروح القدس، والختان الظاهر في اللحم لا يحاكي ختان القلب بالروح، والأرض التي تفيض لبناً وعسلاً لا تعادل ميراث القديسين في النور.
أشار الهيكل بمحتوياته للمسيح الذي هو استعلان مجد الله، وكان كهنة العهد القديم إشارة لرئيس كهنتنا الأعظم، ورَمَز ملوك بني إسرائيل إلى ذاك الذي ليس لملكه انقضاء، ورَمَز أنبياء التوراة لخدمة ذاك الذي هو كلمة الله ورسم جوهره. فالمسيح إذاً هو الكل في الكل، وفيه يقوم الكل “هو قبل كل شيء وبه قوام كل شيء” (كولوسي 1: 17). وبه كل شيء “قد أكمل”.