نسمات روحية – مونسنيور توماس حليم
كلِمات يَسوع على الصَليب
الكلمة السابعة
يا أبتاه بين يديك أستودع روحي
٢- نظرة المسيح للموت
وأما عن محبته فلندع الصليب يتكلم عن قوَّتها. وبما أنه “يشق على ٱلرَّبِّ مَوْتُ أصفيائه” (مزمور 116: 15), لذلك سيرد الوديعة مزوَّدة بالربح ”ستحيا موتاك وتقوم جثثهم استيقظوا وهللوا يا سكان التراب فإن نداك ندى النور وستلد الأرض الأشباح” (إشعياء 26: 19). وأي ربحٍ للروح أكثر من أن تلبس جسداً سماوياً قوياً مجيداً بعد أن كانت تلبس جسداً ترابياً ضعيفاً مُهاناً.
سلَّم المسيح وديعته للآب، فرُدَّت إليه في مظاهر القوة والانتصار في اليوم الثالث. فأين شوكة الموت، وأين غلبة الهاوية؟ (1 كورنثوس 15: 55). “فَإِذاً، ٱلَّذِينَ يَتَأَلَّمُونَ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ فَلْيَسْتَوْدِعُوا أَنْفُسَهُمْ كَمَا لِخَالِقٍ أَمِينٍ فِي عَمَلِ ٱلْخَيْرِ” (1 بطرس 4: 19). فينبغي أن نكون أمناء للرب، فكما أن المصارف لا تقبل ودائع من عملة زائفة، كذلك لا يقبل الرب أن يحفظ نفوسنا غير التائبة. وإن كنا لا نجسر أن نستودع عقاراً سبق أن تصرّفنا فيه بالبيع لآخرين، لئلا نقع في جريمة التزوير، فكيف نستودع أنفسنا في يد الله في الوقت الذي نضع فيه أنفسنا بمحض إرادتنا في حيازة الشيطان؟