نسمات روحية – مونسنيور توماس حليم
كلِمات يَسوع على الصَليب
الكلمة السابعة
يا أبتاه بين يديك أستودع روحي
٣- هدوء وسلام
يعيش الإنسان في عبودية قاسية. ألا نرى كيف نمضي حياتنا في خوف مستمر من الموت، وأخيراً نُساق إليه مرغمين، فنخضع له كرهاً أو طوعاً؟ فالموت جاثم لنا في كل بقعة، وهو يفاجئنا من أبواب شتى وطرق عدة. وسواء حملنا صولجانات الملوك أو معاول الفلاحين، فسيأتي الموت ويأخذنا من وجه الأرض إلى قلبها! فكيف لا نخشاه وبأي وجه نسلم له؟
لقد أنار المسيح أمامنا الطريق، فقابل الموت بثغر باسم وصدر رحب. كيف لا وهو الله الذي دخل العالم طفلاً وديعاً وخرج منه إنساناً مائتاً منتصراً. وكان الوحيد الذي دخل العالم بإرادته وخرج منه بإرادته. أما الإنسان فليس له سلطان على روحه يحيا أو يموت. ولكن المسيح قدم نفسه للموت باختياره، وقال في ذلك: “لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي، بَلْ أَبذلها أَنَا مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أبذلها وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضاً” (يوحنا 10: 18).