نسمات روحية – مونسنيور توماس حليم
كلِمات يَسوع على الصَليب
الخاتمة
طوبي للإنسان الذي يحوي في ذاته المحبة لأنه يحوي الله في ذاته، فإن الله محبة. من يثبت في المحبة يثبت في الله. لكننا نجد في عالمنا اليوم أُناساً جياعاً لهذه المحبة والصداقة والعطف والتفهّم. فعندما يسلِّم الله ابنه من أجل خطايانا يظهر أنّ تصميمه في شأننا تصميم محبّة عطوف يسبق كل استحقاق نستحقه: “وما تقوم عليه المحبّة هو أنّه لسنا نحن الذين أحببنا الله بل هو الذي أحبّنا وأرسل ابنه كفارةً عن خطايانا” (1 يو 4: 10). و” الله قد دل على محبتّه لنا بأن المسيح قد مات من أجلنا إذ كنا خاطئين” (رو 5: 8). فموت المسيح هو في الوقت نفسه الذبيحة الفصحيّة التي تتمّ فداء البشر النهائي بالحمل الذي يرفع خطيئة العالم، وذبيحة العهد الجديد التي تعيد الإنسان إلى الشركة مع الله، فذبيحة المسيح هي التي تتمّ جميع الذبائح وتفوقها لأننا أفدينا بدم ثمين. فلقد قاسى الموت حتى يكون الموت الذي قاساه مفيداً “لكل أحدٍ بنعمة الله” (عب 2: 9). إن الله، في تصميمه الخلاصيّ، أقرَّ لا أن يموت ابنه “من اجل خطايانا” (1 كو 15: 3) وحسبُ، بل أن يقاسى الموت أيضا، أي أن يعاني حال الموت، حال الانفصال بين نفسه وجسده، في المدة الممتدة ما بين موته على الصليب وقيامته. هذه الحالة للمسيح المائت هي سر القبر والانحدار إلى الجحيم. إنها سر السبت المقدس، سبت الفرح