نسمات روحية ١٦ يونيو للمنسنيور توماس حليم
نسمات روحية
١٦ يونيو
للمنسنيور توماس حليم
ما هو المّوت؟
فإن كان الموت هو فقدان الحياة، فنحن بهذا المعنى نموت في كل لحظة، إذ كل ما تبنيه الحياة يقضي الموت عليه، كل شهيق للحياة يتبعه زفير للموت، وهذه هي طبيعة كل ما في الحياة. لذلك نستطيع أن نقول إن الحياة والموت هما شيء واحد تماماً، كما أن عمليتيّ الشهيق والزفير هما عملية واحدة تسمَّى التنفس.
لذلك جاء المسيح يشرح لنا المعنى الحقيقي للموت وينقذنا من هذه الظلمة الأبدية، ويمحو الغشاوة والخوف من هذا المصير المحتوم والمجهول، ويضع فينا بزوغ أمل ورجاء جديد. فلم يعد الموت هو النهاية بل البداية لطريق جديد ونعيم سعيد. ونقبله بكل رضى وتسليم للذات التي نضعها بين يديّ الله.
وهذا ما أكده السيد المسيح بقوله “الحق الحق أقول لكم إن كانت حبة الحنطة لا تقع في الأرض وتموت, تبقى وحدها، وإذا ماتت أخرجت حباً كثيراً“.(يو 12/ 24).