stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

هل أنا حارس لأخي – الأب وليم سيدهم

991views

هل أنا حارس لأخي

يقول الكتاب المقدس “وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلًا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ ‏الْحُكْمِ، وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ، وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ ‏جَهَنَّمَ.” (مت 5: 22)، أما من يقول “أحارس أنا لأخي” فهو بالتأكيد قاتل لأنه يتجاهل متعمدًا ‏الإعتراف بقتل أخيه.‏

ما هي الرسالة التي يوجهها لنا الكتاب المقدس حيث يصدر لنا قصة أول أسرة في تاريخ البشرية ‏إرتكبت فيها مجزرة راح ضحيتها أحد الأخوين الوحيدين على الأرض وهو هابيل
فخبر موت هابيل جاء صدمة قوية إذ ابيدت معه ربع البشرية بهذا الفعل. ذلك أن سكان الكرة ‏الأرضية لم يزيدوا عن 4 أشخاص. آدم وزوجته حواء وإبنيهما قايين وهابيل.‏

وتتلخص دوافع القاتل حسب قصة الكتاب المقدس في سفر التكوين في أن تقدمة أخيه هابيل قُبلت من ‏الله وأما تقدمته هو فرُفضت.‏

إذن إتهام قايين موجهًا مباشرة إلى الله!! الذي رفض تقدمته فما تفسير هذا الموقف من الله؟ أليس الله ‏حر في أن يقبل أو يرفض التقدمة؟؟ ولماذا لجأ قايين إلى هذا الفعل الشنيع؟
إن آلاف البشر لا بل الملايين ماتوا ومازالوا يموتون اليوم بفعل الحروب بين الدول وبعضها فهل ‏المسئول عنها الله؟ لا أعتقد، فإن عقيدة الإتحاد السوفيتي كانت مؤسسة على إنكار وجود الله. كما أن ‏الرأسمالية المتوحشة اليوم تقوم على العقل البشرى فقط ولا مجال للإعتراف بالغيبيات فيها فهي تعتمد ‏على آليات “السوق” والسوق تحركه البطون والمشاعر وشهوة الإستهلاك وليس الله.‏

حينما نخاطب الرئيس الأمريكى ترامب أن يكف عن إنتاج الأسلحة وإصطناع الحروب شرقًا وغربًا ‏بسبب أخوته البشر الذين يموتون بالآلاف يوميًا. يرد ترامب “أنا لست حارسًا لأحد اللغة التي أتحدث ‏بها هي لغة الدولار للأمريكيين فقط”، وهكذا منذ قايين القاتل الأول والإنسان يمارس هواية القتل، لقد ‏‏”قتلوا ابن الله” آخر وتمام رسالة حب الله للإنسان ، ومن وقتها حدث تغيير نوعي على مستوى الجنس ‏البشري، أصبح لهم أخ يقبل وبقوة أن يكون حارسًا لإخوته البشر وكما فعل العالم به مازالوا يفعلون ‏بإخوته البشر مع الأمل في أن يتطهر الإنسان أولًا بأول عن خطاياه اليومية ضد إخوته وأخواته في ‏الإنسانية.‏