هل أنا حارس لأخي – الأب وليم سيدهم
هل أنا حارس لأخي
يقول الكتاب المقدس “وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلًا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ، وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ، وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ.” (مت 5: 22)، أما من يقول “أحارس أنا لأخي” فهو بالتأكيد قاتل لأنه يتجاهل متعمدًا الإعتراف بقتل أخيه.
ما هي الرسالة التي يوجهها لنا الكتاب المقدس حيث يصدر لنا قصة أول أسرة في تاريخ البشرية إرتكبت فيها مجزرة راح ضحيتها أحد الأخوين الوحيدين على الأرض وهو هابيل
فخبر موت هابيل جاء صدمة قوية إذ ابيدت معه ربع البشرية بهذا الفعل. ذلك أن سكان الكرة الأرضية لم يزيدوا عن 4 أشخاص. آدم وزوجته حواء وإبنيهما قايين وهابيل.
وتتلخص دوافع القاتل حسب قصة الكتاب المقدس في سفر التكوين في أن تقدمة أخيه هابيل قُبلت من الله وأما تقدمته هو فرُفضت.
إذن إتهام قايين موجهًا مباشرة إلى الله!! الذي رفض تقدمته فما تفسير هذا الموقف من الله؟ أليس الله حر في أن يقبل أو يرفض التقدمة؟؟ ولماذا لجأ قايين إلى هذا الفعل الشنيع؟
إن آلاف البشر لا بل الملايين ماتوا ومازالوا يموتون اليوم بفعل الحروب بين الدول وبعضها فهل المسئول عنها الله؟ لا أعتقد، فإن عقيدة الإتحاد السوفيتي كانت مؤسسة على إنكار وجود الله. كما أن الرأسمالية المتوحشة اليوم تقوم على العقل البشرى فقط ولا مجال للإعتراف بالغيبيات فيها فهي تعتمد على آليات “السوق” والسوق تحركه البطون والمشاعر وشهوة الإستهلاك وليس الله.
حينما نخاطب الرئيس الأمريكى ترامب أن يكف عن إنتاج الأسلحة وإصطناع الحروب شرقًا وغربًا بسبب أخوته البشر الذين يموتون بالآلاف يوميًا. يرد ترامب “أنا لست حارسًا لأحد اللغة التي أتحدث بها هي لغة الدولار للأمريكيين فقط”، وهكذا منذ قايين القاتل الأول والإنسان يمارس هواية القتل، لقد ”قتلوا ابن الله” آخر وتمام رسالة حب الله للإنسان ، ومن وقتها حدث تغيير نوعي على مستوى الجنس البشري، أصبح لهم أخ يقبل وبقوة أن يكون حارسًا لإخوته البشر وكما فعل العالم به مازالوا يفعلون بإخوته البشر مع الأمل في أن يتطهر الإنسان أولًا بأول عن خطاياه اليومية ضد إخوته وأخواته في الإنسانية.