stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

هل هو غضب الله أم وقاحة الإنسان – الأب وليم سيدهم

1.1kviews

هل هو غضب الله أم وقاحة الإنسان

تتعالى أصوات كثيرة اليوم كي تصف وباء الكورونا بأنه غضب الله على البشرية، ونحن نسأل منذ متى يصنع الله الشر ليؤدب خليقته؟ وللرد على هذا السؤال علينا أن نتحدث في الميتافيزيقيا والفلسفة ونتأمل رؤية المسيحية للشر.

إن المسيحية في عقيدتها وفلسفتها ترفض أن يكون الله صانعًا للشر، ووصفها للشر هو “عدم وجود خير” هذا العدم معناه “غير الموجود” ولأن جوهر الله هو الخير المطلق فمن غير المعقول أن نلصق به أفعالًا تتنافى مع جوهره ولدينا مشهد واضح في الكتاب المقدس عن هذا الموضوع.

المثل الذي يعطيه يسوع عن الزؤان حيث زرع الزارع زرعًا ونام وإستيقظ فوجد الزؤان يحوط القمح، فلما سؤل من الذي وضع هذا الزؤان فكان رده : “إِنْسَانٌ عَدُوٌّ فَعَلَ هذَا” (متى 13 : 28)، إذن ليس الله.. ولما سُئل عن إزالة الزؤان رفض قائلًا : “لاَ! لِئَلاَّ تَقْلَعُوا الْحِنْطَةَ مَعَ الزَّوَانِ وَأَنْتُمْ تَجْمَعُونَهُ” (متى 13: 29) وبالتالي أوصى بالإنتظار حتى الحصاد فيقوم الحصادون بجمع الزؤان وحده ثم حرقه والإحتفاظ بالقمح.

ولكن السؤال المطروح : أليس الله قادرًا على كل شيء؟؟ نرد إن الله كلي القدرة لكن هذه القدرة لا يمكنها أن تناقض نفسها. أى قدرة الله في الفلسفة المسيحية هي قدرة على عمل الخير فقط وليس عمل الشر. لأن فعل الشر كما قلنا هو تغييب الخير، والله يسيطر على الشر بتحويله إلى خير.

إذن من الذي فعل الشر؟ أليس وجود الشر يعني أن قدرة الله لا تستطيع شيئًا ضد الشر؟ هذا ليس صحيح. لكن إذا رجعنا إلى جذور البشر سنأخذ ما جاء في العهد القديم عن وجود ملائكة تخدم الله. وإذا كان المسيح نفسه جرب من الشيطان فمعنى ذلك أن الشيطان قوة موجودة فعلًا. الشيطان أساسًا كان ملاكًا إلا أن حدث تمرد رفض فيه الشيطان أن يطيع الله، وبالتالي تحول إلى قوة سالبة لعمل الله. فإذن من المنطقي أن يكون الله رافضًا لعمل الشيطان.

تعتقد الكنيسة أن الشر دخل العالم الذي خلقه الله في أحسن حال عن طريق آدم الذي استخدم حريته في مغامرة خطرة ظنًا منه أنه سيصبح آلهًا. وقتها إستطاعت الحية أن تهز صورة الله عند آدم وحواء ولكن الله قهر الحية والشيطان بتجسد المسيح وإعادة الإنسان من جديد إلى حضن الآب.

إن حنان ورحمة الله تتجاوز غضبه المقدس .. حنانك يا رب الأكوان