هل يستطيع أعمى أن يقود أعمى – الأب وليم سيدهم
هل يستطيع أعمى أن يقود أعمى
سؤال طرحه يسوع على معاصريه، وفي عتاب شديد للفريسيين الذي يصفهم يسوع “بالعميان” فإنه يطالبهم بألا يضللوا الشعب اليهودى الفقير وأغلب الظن أن كلمة “أعمى” هنا تحمل معنيان، أولهما أعمى القلب الذي لا يستطيع أن يرى الحقائق بموضوعية والذي يرفض أن يرى في شخص يسوع المخلص المنتظر وبالتالي ينحصر عماه في غلق كا امكانية لكسر القيود التي قيد بها الناس بتعليمهم حقائق خاطئة ومضللة ” نحن نعرف أن موسي هو النبي، وأما هذا فلا نعرف من أين أتى؟
أما المفهوم الثاني للأعمى “هي جهل الناس الفقراء والبسطاء بالكتب المقدسة والشريعة. هذا الجهل ليس هم السبب المباشر له إنما من يدعون رعايتهم وقياداتهم من رجال الدين الفريسيين والكتبة.
لذا فنحن نجد عذرًا لهؤلاء البسطاء ولكن لا يمكن أن نقبل “عمى” الفريسيين لأنه إختيارهم. لقد إختاروا أن يرفضوا المخلص ويريدون أن الشعب البسيط يرفض الخلاص أيضًا. ومن هنا جاء السؤال الذي طرحه يسوع في الإنجيل “وَضَرَبَ لَهُمْ مَثَلًا: «هَلْ يَقْدِرُ أَعْمَى أَنْ يَقُودَ أَعْمَى؟ أَمَا يَسْقُطُ الاثْنَانِ فِي حُفْرَةٍ؟”… (لو 6: 39)
هذا السؤال موجه لنا اليوم سواء كنا علمانيين أو رجال دين. هل نستطيع أن نبشر بالمسيح مخلصًا لللآخرين إذا كنا نحن نناقض تعاليم المخلص كل يوم ألا نرى أننا نتعامى عن عمانا وقلة إيماننا وبالتالي يصعب علينا أن نزيف وعي البسطاء فنضعهم على طريق الهلاك بدلًا من طريق الخلاص؟
حينما يعظ الكهنة ورجال الدين شعوبهم بضرورة حضور القداس وضرورة الإعتراف وضرورة دفع العشور وضرورة طاعة الكاهن، بينما هم أنفسهم يتباهون باللغة القبطية التي يرنمون بها القداس حين أن الناس في رعيتهم يجهلون تمامًا اللغة القبطية، فما معنى حضور القداس اللوغاريتمى بالنسبة لهم؟ هل هذا الذي نحتاجه اليوم ؟ وهل يساعد على نمو العلاقة بين الانسان والله؟
وحين يجبر الكهنة الناس على قبول سر الإعتراف قبل التناول ويهددونهم بأنه لا تناول دون إعتراف، هل هذه الممارسات تبني المؤمنين حيث لا حرية لهم في إختيار التقدم لسر الإعتراف بل هو طاعة مبنية على الخوف من العقاب. وحينما يفشي الكاهن سر الإعتراف ويتعامل مع المعترف بمعنى معايرته والتنديد به في وقت العظة، هل هذه الممارسات العمياء تحررالمؤمنين أم تكدرهم لأنهم مجبورون على ممارسات الطاعة العمياء لهؤلاء العميان البصر.
نعم، هل يستطيع الأعمى أن يقود أعمى؟
يارب افتح عيوننا وقلوبنا حتى نصغى إلى كلام الحياة.