stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

وأذكر جميع الطرقات التي سيرك فيها الرب الهك – الأب وليم سيدهم

485views

” وَتَتَذَكَّرُ كُلَّ الطَّرِيقِ الَّتِي فِيهَا سَارَ بِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ هذِهِ الأَرْبَعِينَ سَنَةً فِي الْقَفْرِ، لِكَيْ يُذِلَّكَ وَيُجَرِّبَكَ لِيَعْرِفَ مَا فِي قَلْبِكَ: أَتَحْفَظُ وَصَايَاهُ أَمْ لاَ؟ فَأَذَلَّكَ وَأَجَاعَكَ وَأَطْعَمَكَ الْمَنَّ الَّذِي لَمْ تَكُنْ تَعْرِفُهُ وَلاَ عَرَفَهُ آبَاؤُكَ، لِكَيْ يُعَلِّمَكَ أَنَّهُ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ مَا يَخْرُجُ مِنْ فَمِ الرَّبِّ يَحْيَا الإِنْسَانُ.” (تثنية 8:  2- 3)

جميع الطرقات التي سيرك فيها الرب الهك في البرية لمدة أربعين سنة، هذه دعوة موجهة لنا مباشرة لنقرأ مسيرة حياتنا منذ أن قبلنا المعمودية في أول شهر في حياتنا على الأرض، وأدخلنا اسرتنا في صلب جسد المسيح الذي هو الكنيسة، فابالمعمودية متنا وقمنا مع المسيح ليسر على هُدى من تعاليمه ووصاياه.

ليس ضروريًا أن نراجع سيرتنا لمدة أربعين سنة، بل ربما أربعة عشر عامًا أو أكثر، ما الذي حدث بيني وبين يسوع؟ في صحتى ولعبي في أكلي وفي شربي، في دراستي وفي مسحتي، في الكنيسة أو في منزل الأسرة، مع كسوتي وعريي.

لقد اختبر الشعب اليهودىفي الصحراء، الجوع، العطش، البرد، الحر، ومواجهة العقارب والثعابين وتلقي المنّ والسلوى من السماء، فكان الرب يرفقهم كعمود الفحام وكان موسى وسيطًا بينهم وبين الله فكانت هناك قواعد للأكل وقواعد للشرب وقواعد للمبيت في الخيام في قلب الصحراء.

ونحن هل نحترم القواعد التي تنظم العلاقة في الأسرة بيننا وبين بعض، بين الأم والأب والأطفال، بين الأطفال وبعضهم الكبير والصغير، بين الفتيات والفتيان في الأسرة والقبيلة والعشيرة في القرية وفي المدينة.

فمثلًا هل كنا نحترم الوصية الأولى : لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي” (خر 20: 3-4) هل كنا نحترم الوصية الثانية : “قدس يوم الرب” أى نذهب إلى الكنيسة ونستريح يوم الأحد لنعاود العمل في أول الأسبوع ونحن قد أخذنا قسطًا من الراحة، هل نكرم أبانا وأمنا، نكن لهم الإحترام ونجلّهم على ما يفعلون معًا،

إن مراجع حياتنا يمكن أن تكون من منطلق الوصايا العشرة وهي الوصايا الموجودة في كل العالم والتي تنظم العلاقة بيننا وبين الله، لابد أننا قد مررنا ببعض الإمتحانات التي تصقل مسيرتنا وتقربنا أكثر من الله، فمثلًا بعد أن يكون والدينا درّبونا على حضور القداس وكنا ونحن صغار نجد لذّة في مشاركتنا للقداس، فتعرف على الكاهن ونتعلم الطقوس الخاصة بخدمة القداس واندماجنا في الكورال لنتعلم الترانيم الكنسية التي تقربنا من الله والعذراء ويسوع والقديسين.

وبعد أن تعودنا رائحة البخور التي تضفي جوّا من الخشوع في حضرة الله، وكنا نتنافس مع زملائنا على خدمة القداس ونفرح بحمل القرابين لتقديمها الى الكاهن التي يشرح فيها كلمة الله وعلاقتنا بكل واحد منا.

يأتي وقت المراهقة وندخل في مرحلة نتسائل عن قيمة كل ذلك وعن فائدته لنا، ثم نبدأ في ملاحظة القصور والتناقض الذي يتم أمامنا بين مايُقال وما يُفعل، بين روح الله وروح الشيطان.