stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

وبَكَر ابراهيم – الأب وليم سيدهم

957views

وبَكَر ابراهيم

يُرتل هذا النص بالذات في اسبوع الآلام وبالأخص في قداس خميس العهد لقد اعتمد التقليد والآباء ‏تقدمة اسحق رمزًا لتقدمة المسيح نفسه ذبيحة على الصليب فداءًا لنا.‏
إن أبينا ابراهيم دعاه الله من أور الكلدان (العراق الحالي) منذ آلاف السنين وأخرجه من الحياة ‏الوثنية ليعبده في أرض وعده بها هو وأحفاده، كان ابراهيم عاقرًا وظل كذلك لفترة طويلة، قام بينه ‏وبين الله حوارات كثيرة كان مطلب ابراهيم يتكرر أمام الله “من يرثني”.‏
كان ابراهيم بارًا وسُميّ خليل الله لقربه منه ومناجاته بصورة مستمرة، وكان الله يشرك ابراهيم في ‏قراراته المتعلقة بأهل سدوم وعمورة مثلًا، يشتهر ابراهيم بزيارة ثلاثة رجال له وهو في الخيمة ‏يستضيفهم ويغسل أرجلهم ويذبح لهم ليأكلوا وسط الصحراء، واعتبر التقليد أن هؤلاء الرجال ‏الثلاثة كانوا يمثلون الثالوث المقدس وهم الذين وعدوا ابراهيم بحمل سارة بابنها اسحق.‏
يعرف الأباء الأسوياء قيمة أن يكون لك ابن فهذا يضفي على حياة الزوج والزوجة رونقًا وجمالًا، ‏فالابن ثمرة الحب وهو الوريث لأبيه كما أنه عزوة للأب وفيه يرى المستقبل وطول العمر، أن ‏يكون لك ابن يعنى أنك بوركت من الله وأثمرت للحياة والوجود إنسانًا يملأ عليك البيت ويعزز ‏مكانك ومكانتك.‏
ونحن نعلم أن غياب الابن ينظر إليه من المجتمعات على إنه غياب البركة في الأسرة ونحن نعرف ‏آلاف ممن حرموا من نعمة الإنجاب وهم يتألمون آلامًا مبرحة نفسيًا وجسديًا بسبب غياب الطفل، ‏فكثرة البنين بركة كما يعتقد الناس.‏
لقد كان ابراهيم يحب اسحق ابنه الوحيد حبًا جمًا فهو مصدر فرحه وفخره ورجولته، لقد جاء بعد ‏صبر طويل وبمعجزة من الله، إلا أن مسيرة الله مع ابراهيم كانت تدريبه على أن يكون أبًا لأمة ‏عظيمة لا يُحصى عددها، وبالتالي أراد الله أن يتحرر إبراهيم من كل الإرتباطات التى تمنعه عن ‏سماع صوت الله حتى لو كان إرتباطه بإنبه الحبيب أسحق.‏
نختبر في حياتنا اليومية والممتدة أننا نرتبط بأشخاص أو أشياء وتصبح غير قابلة أن نتخلي عنها, ‏فجأة يطلب الرب من إبراهيم أن يقدم أسحق أبنه الحبيب محرقة وفورًا بكر إبراهيم وأخذ دابته ‏والحطب والنار وإبنة أسحق.‏
نعم, لكل منا أسحق، علينا أن نسأل أنفسنا ما هو أغلي شىء لدينا؟ وهل إذا طلب الرب هذا الشىء ‏سأعطيه له أم لا؟ إن وظيفتنا أو زوجتنا أو أبننا او بلدتنا إلي كل ما شابه ذلك إذا تعارض مع ما ‏يطلبه الله منا هل نحن مستعدين لنضحي؟ ‏
إن هذه الرواية تساعدنا علي إختبار أنفسنا لنري هل نحن أحرارًا كما يبدو لنا في الظاهر؟ هل ‏نستطيع أن نضحي بأشياء قد نكون تعودنا عليها منذ سنوات وأرتباطنا بها عاطفيًا أو جسديًا أو ‏روحيًا.‏
إن الله يريد من إبراهيم إلا ينحاز لأي خليقة تؤثر علي علاقته به وعدم الأنحياز لما هو غير الله ‏يجعلنا نخل بالموازين ونتنازل عن الجوهر في حياتنا لنستبدله بما هو عرض أو زائل.‏
لذا. علينا أن ندرك لماذا أطاع إبراهيم الله فورًا ؟ هل خوفًا أو طمعًا. لاشك إن عشرة إبراهيم مع الله ‏جعلته يثق في الله ثقة مطلقة ‏