stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

وصعد إلى السماء – الأب وليم سيدهم

674views

يضع حدث الصعود الى السماء حدًا لظهورات المسيح للرسل ، فبعد أربعين يومًا من تثبيت خبرة القيامة يوجه المسيح رسالته الأخيرة لتلاميذه: وَقَالَ لَهُمُ: «اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا.” (مر 16: 15)

وهكذا كما نزل الابن من السماء صعد مرة أخرى إلى السماء وما بين النزول والصعود تمت بشارته وحياته في أرض فلسطين حيث عاش ثلاثين سنة في صمت تام، يتعلم كيف يكون إنسانًا وهو الله الابن، ثم كانت حياته التبشيرية ثلاث سنوات فقط، تجلت فيها أفعاله الشافية والمُحيية لأهل الأرض ومن خلفهم كل البشرية التي ستقبل إليه وتأخذه مخلصًا وحيدًا وتجسدت محبته للبشر في إصراره على شفاء وتعزية المرضى والحزانى والمخلعين والبرص، وأعاد للفقراء مكانتهم في صدارة المجتمع مما أغضب أصحاب الجاه والصولجان من كبار علماء الدين وكبار الكهنة الذين رأوا أنفسهم وقد بارت تجارتهم بسبب هذا الرجل الذي أسمه يسوع، فصلبوه وقتلوه طمعًا في وقف فيض الحب الجارف الذي ملأ به أرض فلسطين، إلا أن الله أقامه من بين الأموات وخيب مسعى هؤلاء الحثالة من البشر.

وبعد أن ثبت تلاميذه وجعلهم يدركون حقيقة قيامته كلفهم بتكملة الرسالة التي بدأوها في هذا العالم. وقبل أن يصعد إلى أبيه في المجد وعدهم بحلول الروح القدس عليهم وأمرهم أن ينصرفوا إلى رسالتهم بدلًا من التطلع الى السماء فالأرض أولى بهم الآن من السماء، علمً بأن السماء حاضرة معهم في كل حين بحضور الروح القدس المحيي الذي سيحل عليهم كألسنة من نار يوم العنصرة، اليوم التي ولدت فيه الكنيسة تاريخيًا.

إن صعود المسيح إلى السماء وجلوسه عن يمين الآب كان ضرورة إيمانية للرسل ولنا حيث أصبح المسيح عطية لجميع البشر وليس للرسل فقط، فصعوده هيأ الظروف على الأرض لكي تنتشر تعاليمه، ولكي يعمل الرسل بكامل طاقتهم غير معتمدين على الوجود الحسي للمسيح بل يعتمدون على مرافقة الروح القدس والمسيح القائم من بين الأموات إلى منتهى الدهور.

إن صعود المسيح بعد قيامته وكان سنه حوالي ثلاثة وثلاثون سنة علامة هامة للمؤمنين، فالمسيح الإنسان ليس كبقية البشر يعيش في الجسد حتى يشيخ وتوهن قواه الجسدية مثل ابراهيم وموسى ويعقوب وكل الأنبياء، إنه الابن المتجسد وأدى رسالته في سن مبكرة وصعد إلى ابيه، وهو الشباب المتجدد والحياة الدافعة.

إن نعمة الصعود كما قال المسيح نفسه كانت ضرورة لكي يرسل البارقليط ونحن نؤمن أن المسيح أيضًا يرافقنا وكذلك الآب كما وعدنا يسوع نفسه، فنحن إذن بفضل تجسد المسيح لنا شركة مع الثالوث الأقدس. شركة القديسيين كما يقول القديس بولس الرسول.