وقلبَ موائد الصيارفة – الأب وليم سيدهم
الغضب المقدس، هكذا يمكن أن نطلق على ما فعله يسوع بباعة الحمام والفراخ والعجول والخراف في قلب الهيكل، مسكن القدوس. “لقد قلب موائد الصيارفة وطرد باعة الحمام، وفتل كرباجًا وضربهم، الغضب المقدس.
نحن لسنا بعيدين عن الحقيقة حينما نرى ونسمع اليوم أن أديرتنا التي هى قدس الأقداس وموطيء الروحانية التي انتشرت في العالم كله أصبحت وكرًا للقتلة والمخربين وغطاءًا للمال الحرام.
إن ما حدث في عصر يسوع المسيح مازال يتكرر اليوم على مسمع ومرأى مننا جميعًا إنها ليست قصص خيالية أو وهمية، إنها حقيقة حينما تفسد الرأس فقل على الدنيا السلام. وعلى الرغم من ذلك، بالأمس كما اليوم هناك ممن يدّعون أنهم مؤمنين ويصرون على المحافظة على الوضع القائم أى إهانة الأماكن المقدسة وإهانة الله في بيته وفي مكان موطئ قدميه على الأرض. إنهم يرفضون إستخدام عقولهم ويفكرون بشعورهم السطحى ولا يصغون إلى صوت الروح القدس في داخلهم بل إلى روح الأنا المريض والمتورم الذي يتجاوز حدوده ليجلس على عرش القدير. بئس ما يصنعون .
فمعاصرى يسوع من أمثال هؤلاء النرجسيين يطلبون آية لا ليتراجعوا عن نجاستهم للأماكن المقدسة لكن لكي يستمروا في ممارستهم المشينة فنرى اليوم من يدافعون عن القتلة والمجرمين على إنهم فعلوا ذلك لكي يتوبوا إلى الله الرحيم، وكأن التوبة وسيلة تجارية يهرب معها القاتل ليصل إلى السموات.
لكن يسوع يرد على تجارالدين في الهيكل الأورشليمي بقوله إن الهيكل الحقيقي والحي هو جسده الذي سيصرون على قتله وأن هناك صلة بين الهيكل الأورشليمي رمز العبادة القديمة، العبادة المرتكزة على شريعة موسى وبين جسده – الهيكل الجديد- بصفته ابن الله وأساس العهد الجديد. عهد القيامة والإنتصار على ظلمة قلوب هؤلاء التجار.
نحن نغار على رموز ديننا ونغار على إيماننا ولكن غيرتنا فترت منذ فترة طويلة، لقد سكن فينا العالم وحولنا مساكن الله القدوس إلى منابر للسلطة والتبشير بالرضوخ للأمر الواقع أصبح المسيحيون مرتبطين بسلطة الملوك والرؤساء حتى يضمنوا نجاح تجارتهم سواء في قلب الكنيسة أو يضمنوا حياتهم في زمن تُجتث فيه رقاب المؤمنين الحقيقيين الذين يرفضون السجود لتجار السلاح والدعارة وأمراء الإعلام المزيف.
ولكن الكتاب المقدس لا يُقيد ففيه ينابيع الحياة الحقيقية فلا يمكن للإنسان أن يعبد ربين فإما المال أو الله.