وكان يعلمهم بسلطان – الأب وليم سيدهم
إن السلطان هو القدرة على التغيير والقدرة على التأثيرعلى السامعين، والتأثير الايجابي الخلّاق، الذي يفجر فيهم طاقة كانوا يحتاجون إليها قبل الإصغاء للكلمة التي أصغوا إليها.
هناك بين الكلام الفارغ من المضمون والمجرد من التأثير والكلام الفاعل والمؤثر الذي ينير الطريق، وينجيي الغريق ويفرح البائس والمحبط ويغيرهم إلى ما هو أفضل وأرحب وأجمل.
كانت كلمة يسوع تنتمى إلى هذا النوع من الكلمات لذلك كان يسوع يتحدث بسلطان، أما الفريسيون فكانت كلماتهم مميتة، قاتلة، محبطة ومتعبة : “لَوْ كَانَ هذَا نَبِيًّا، لَعَلِمَ مَنْ هذِهِ الامَرْأَةُ الَّتِي تَلْمِسُهُ وَمَا هِيَ! إِنَّهَا خَاطِئَةٌ” (لوقا 7: 39).، قالها الفريسي عن المرأة التى كانت تتوقع منه أن يرتب على كتفيها مشجعًا لها لإتخاذ خطوة ناجحة في حياتها البائسة.
وعكس ذلك، تركها يسوع تحت قدميه ولم يؤنبها أو يحكم عليها بل صرفها حرّة نقية طاهرة “ثُمَّ قَالَ لَهَا: مَغْفُورَةٌ لَكِ خَطَايَاكِ”(لوقا 7 :48).
وهذه المرأة التى أمسكت في ذات الفعل ” وَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِنًا. وَلَمَّا أَقَامُوهَا فِي الْوَسْطِ قَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، هذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِ، وَمُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هذِهِ تُرْجَمُ. فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟» قَالُوا هذَا لِيُجَرِّبُوهُ، لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَانْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى الأَرْضِ. وَلَمَّا اسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ، انْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلًا بِحَجَرٍ!»”( يوحنا 8 : 3-7).
بكلمة واحدة أنقذ المسكينة من مخالبهم وزجرهم فخرسوا بعجزهم عن عمل الخير والتمييز بين الرحمة التى تجد منه سبب للغفران والقسوة التي تؤدى إلى القتل.، حتى في صلواتهم إلى الله كانوا يقطرون حقدًا وكبرياء وغرورًا نحو أقرانهم.
“اَللّهُمَّ أَنَا أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي النَّاسِ الْخَاطِفِينَ الظَّالِمِينَ الزُّنَاةِ، وَلاَ مِثْلَ هذَا الْعَشَّارِ” (لوقا 18: 11)، هكذا صلى الفريسي في قلب الهيكل، لذلك فإن كلامهم بلا سُلطة ولا حياة. إنه كلام فارغ يؤدون عنه حسابًا.
اللهم اعصمنى من الشر وإجعل لسانى يلهج بعظائمك يا أرحم الراحمين.