stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

وكان ينمو في القامة والحكمة – الأب وليم سيدهم

906views

وكان ينمو في القامة والحكمة

إختار الله لإبنه أن تتم تربيته ليكون إنسانًا كاملًا مثل بقية الأطفال، هذا النمو كان يتم كما ينمو في النبات في التربة، فكما يتغذى النبات على المعادن في التربة كان يسوع يتغذى على التقاليد اليهودية في المأكل والملبس، في إتباع الطقوس والتقاليد والعادات اليهودي، لم يشأ الله لإبنه أن يتجاوز في حياته الأساليب والطرق التي كان يمر بها أقرانه من الأطفال، وبالتالي أصبح يسوع أخًا بين أخوة كثيرين يشاركهم في أكلهم وشربهم وفرحهم وأحزانهم. لا بل تميز يسوع بأن والدته مريم وأبيه في الجسد يوسف البار كانا مغمورين بمحبة الله ورعايته، لا بل كانا من المربيين عميقي الروحانية وشديدي الألتصاق بالله الآب. فنجد مريم وقد نالت “حظوة” من الرب لتحمل بيسوع ونجدها تقول للملاك: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ» (لو 1: 38) كما كان يوسف سريع  التواصل مع الملاك الذي ظهر له أكثر من مرة ليشدّده ويشرح له الظروف الإستثنائية التي تجسد فيها يسوع. وحينما حدق الخطر على حياة يسوع نجد الملاك ينزل ويكشف ليوسف البار الأخطار المحدقة بالطفل وينصحه بضرورة الذهاب إلى مصر إلى حين أن يموت طالبو نفس الطفل.

وبعد أن انصرف الى أرض مصر مع مريم ويسوع جاءه الملاك ليخبره بإمكانية الرجوع إلى أورشليم لا بل إلى الناصرة حتى يكون في مأمن من خطر اركلاوس ابن هيرودس.

خطوة بخطوة يرافق الرب العائلة المقدسة حتى يساعدها أن تتخطى العقبات والأخطار التى تحيط بها من كل جانب، وحينما ذهب يوسف ومريم إلى الهيكل فقدا الإتصال بإبنهم يسوع لمدة ثلاثة أيام وكان السبب الذي أعلنه يسوع لهما: «لِمَاذَا كُنْتُمَا تَطْلُبَانِنِي؟ أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي؟».” (لو 2: 49) وكان بلغ من القامة والحكمة إلى القدر الذي يؤهله إلى الحوار مع علماء الشريعة حوار لن يدوم طويلًا لأن الفريسيين والكتبة إكتشفوا أن هذا الطفل يعمل ويعلم ما لا يعملون وما لا يعلمون. فهو ابن الشعب اليهودى مثله مثل بقية أقرانه ولكن يتميز عنهم بقدرته على التمييز والشفافية ويصدق إيمانه بالله الذي يحرر القلوب والعقول، لا بل يحررنصوص الشريعة من تفسيرات علماء الشريعة الذين وّحدوا بين مصالحهم ورسالتهم فإنحرف التعليم وإنفصل القادة عن الشعب.

لذا فإن يسوع ظل أمينًا على الشريعة لدرجة أنه توصل إلى عدم قدرة الشريعة على إستيعاب محبة الله وبالتالي فقد جاء هو ليقيم الشريعة وما قاله الأنبياء بمعايشته ظروف الفقراء من المؤمنين اليهود ومن يتطلعون إلى الخلاص.

لم يكن ليسوع مصالح ذاتية مثل علماء الشريعة من معاصريه، فمصلحته الوحيدة هي عمل مشيئة الآب، ومجده الوحيد هو مجد الآب حيث الحق والإنصاف والعدل والرحمة، أما علماء الشريعة فكانت مصالحهم تقوم على إكتناز الأملاك من أراضٍ وبيوت، وذهب وفضة، وسلطة على مرؤوسيهم وعظمة وكبرياء وغرور. شتان الفرق بين شريعتهم وتفسيرهم الخاص لها من منطلق مصالحهم وبين شريعة يسوع التي تصب في طاعة الآب ولذا قال:  “وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ.” (يو 17: 5)، لذا فكان مجد المسيح هو مجد الآب وبالتالي مجد الآب هو مجد الإبن.

هذه هي قامة المسيح وحكمته هي أن يتمم مشيئة إبنه “بِذَبِيحَةٍ وَتَقْدِمَةٍ لَمْ تُسَرَّ. أُذُنَيَّ فَتَحْتَ. مُحْرَقَةً وَذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ لَمْ تَطْلُبْ.” (مز 40: 6)، ساعدنا يارب أن نؤمن بأن مشيئتك هي مجدنا ومجدنا هو أن نمجدك ونسجد لك وننمو بك.