stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

«وَقالَ بَعضُهُم لِبَعض: ما هَذا ٱلكَلام؟»الكردينال جوزف راتزنغر

377views

الكردينال جوزف راتزنغر(بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013)
عظات زمن الصوم سنة 1981

«وَقالَ بَعضُهُم لِبَعض: ما هَذا ٱلكَلام؟»

إنّ اللحظة التي يسمّيها الكتاب المقدس “البدء” تدلّنا على ذاك الذي كان يمتلك قوّة الخلق والقول: “ليكن هذا”، فيكون (راجع تك 1: 1-3) … هذه العبارة “ليكن هذا” لم تولّد الفوضى. فكلّما عرفنا الكون أكثر، كلّما وجدنا فيه عقلانيّة تبهرنا. من خلال هذه العقلانيّة، نكتشف مجدّدًا هذا الرُّوح الخالق الذي ندين له أيضًا بالعقل. كتب ألبرت أينشتاين أنّه في قوانين الطبيعة يظهر عقل متطوّر جدًّا إلى حدّ أنّ عقلانية التفكير والإرادة عند الإنسان تبدوان، بالمقارنة، وكأنّهما تافهتان للغاية.

نلاحظ أنّ الكون اللامحدود، كون النجوم، محكوم بقوّة العقل (اللوغوس). لكنّنا نعرف أكثر أيضًا عن المكوّنات الصغيرة جدًّا، وعن الخليّة، وعن العناصر الأساسيّة للأحياء. هنا أيضًا نكتشف عقلانيّة تدهشنا، ممّا يجعلنا نقول مع القدّيس بونافنتورا: “مَن لا يرى ذلك هو أعمى، ومَن لا يسمع هو أصمّ، ومَن لا يبدأ بالصلاة وبتمجيد الرُّوح الخالق هو أبكم”…

ينظر الله إلينا من خلال عقلانيّة الخلق. فالفيزياء وعلم الأحياء وكافّة العلوم عامّةً، قدّمت لنا نظرة جديدة ومدهشة للخلق. هذه الصور الكبيرة والجديدة تجعلنا نتعرّف إلى وجه الخالق. كما تذكّرنا أنّه في البدء وفي أعماق أيّ كائن، يوجد الرُّوح الخالق. إنّ الكون لم يوجد من الظلام أو اللامنطق، إنّما انبثق من الذكاء والحريّة والجمال أي المحبّة. كلّ ذلك يعطينا الشجاعة التي تسمح لنا بالعيش، وتجعلنا قادرين على حمل مغامرة الحياة على أكتافنا بكلّ ثقة.