« وَلَكِن، مَتى جاءَ ٱبنُ ٱلإِنسان، أَتُراهُ يَجِدُ ٱلإيمانَ عَلى ٱلأَرض؟ » – القدّيس أوغسطينُس
القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
العظة 115، 1
« وَلَكِن، مَتى جاءَ ٱبنُ ٱلإِنسان، أَتُراهُ يَجِدُ ٱلإيمانَ عَلى ٱلأَرض؟ »
أيوجد وسيلة فعّالة لتشجعينا على الصلاة أكثر مِن مَثَل القاضي الظالم الّذي أخبرنا إيّاه الربّ؟ من المؤكّد أنّ القاضي الظالم لا يخاف الله ولا يحترم البشر. لم يُظهر أيّة شفقة تجاه الأرملة الّتي التجأت إليه، ومع ذلك، عندما تغلّب عليه الضجر، انتهى به الأمر بسماعها. فإذا استجاب (القاضي الظالم) لهذه المرأة الّتي أزعجته بصلواتها، كيف لا يُستجاب لنا من ذاك الّذي يشجّعنا لنقدّم له صلواتنا؟ لذا اقترح الربّ هذه المقارنة المستوحاة من الأضّداد كي يفهمنا أنّه علينا دائمًا أن نصلّي ولا نملّ. وزاد قائلاً: “وَلَكِن، مَتى جاءَ ٱبنُ ٱلإِنسان، أَتُراهُ يَجِدُ ٱلإيمانَ عَلى ٱلأَرض؟”إذا اختفى الإيمان، انطفأت الصلاة. من يستطيع أن يصلّي فعليًّا كي يطلب ما لا يؤمن به؟ هذا ما قاله بولس الرسول حاثًّا على الصلاة: “كُلُّ مَن يَدْعو بِاسمِ الرَّبِّ يَنالُ الخَلاص” (رو 10: 13). وبعد ذلك، لكي يُظهر أنّ الإيمان هو مصدر الصلاة وأنّ الجدول لا يجري إن كان النبع جافًّا، أضاف قائلاً: “كَيفَ يَدْعونَ مَن لم يُؤمِنوا بِه؟” (رو 10: 14). فلنؤمن إذًا كي نستطيع أن نصلّي ولنصلِّ حتّى لا ينقصنا الإيمان، الّذي هو مبدأ صلاتنا. إنّ الإيمان ينشر الصلاة، والصلاة بانتشارها، ترسّخ بدورها الإيمان.