يارب أريد أن أبصر – الأب وليم سيدهم
كانت الجموع تسير مع يسوع وهو يخترق أريحا و كان الأعمى يستعطى على الطريق، وكان التلاميذ يحوطون يسوع و ينظمون حركة الجموع. صدح صوت الأعمى وهو ينادى يسوع فانتهره التلاميذ و حاولوا منعه عن الصراخ إلا أن الرجل كان يزداد صراخاً و صياحاً لدرجة أن صوته إخترق التلاميذ و الجموع ووصل إلى المُعلِّم.
فوقف يسوع و طلب أن يرى هذا الشخص الذى كان يصرخ قائلاً “يابن داود إرحمنى” ، لقد إستخدم هذا الرجل اللقب الذى كان عامة الشعب يلقبون به يسوع “ابن داود” و هكذا نرى الرجل يضيف لقباً إلى الألقاب الأخرى التى لُقب بها يسوع : “يسوع الناصرى” ، “ابن الانسان” ، “ابن الله” ، “المسيح الرب” ، “المعلم” ، “النبي” ، “الناصرى” “ابن مريم و يوسف” …. الخ.
”فوقف يسوع وأمر بأن يؤتى به. فلما دنا سأله: (( ماذا تريد أن أصنع لك )) فقال: (( يا رب، أن أبصر )).(لوقا 18 : 41 -42) ، كثيراً ما تعمى عيوننا عن وجود يسوع بيننا و هنا تسمع آذاننا كلمات طيبة عن يسوع أو تجمعات ضخمة تعلن عن وجود يسوع في مكان ما في الكنيسة، أو في الشارع أو في المسرح. وهنا قد يحدث لنا ما حدث مع أعمى أريحا و نظل ننادى على يسوع لكى ينقذنا من عمى البصر و البصيرة. إننا سمعنا ما أيقظ فينا الرغبة في الحصول عن البصيرة فنفرح بدورنا و نحاول أن نخترق الموانع الإجتماعية أو الثقافية أو الدينية التى تحجب عنا يسوع، وفجأة نرى يسوع يسرع و يزورنا و يلتقي بنا كما التقي بأعمى أريحا أو بالأعمى منذ مولده أو كما حدث مع زكا العشار. و في صُلب هذا اللقاء تتم المعجزة. تنفتح عيون قلوبنا و تشفي حواسنا و عقلنا من الظلمة التى تكتنفنا.
و في الأغلب دائماً يسوع يسألنا “ماذا تريد” إنه لا يريد أن يقتحم حريتنا و ينتظر منا أن نعبر عما نريده منه. و كما أجاب أعمى أريحا “أريد أن أبصر” هكذا نحن نعبر عن إحتياجاتنا له : أن نبصر، أن نسمع، أن نُشفي، أن يصغى إلى شكوانا….إلخ.
ما أن رد يسوع على أعمى أريحا حتى قفز و مشي و لشدة فرحه تحول من شحاذ على الطريق إلى تلميذ ليسوع يرافقه أين ما ذهب مع تلاميذه.
نعم، أحياناً تظلم الدنيا في أعيننا و نُصاب بشلل في جسمنا و تثقل حاسة السمع عندنا و هُنا نرفع أعيننا الى الله نطلب منه أن يزورنا و يتغمدنا بمحبته و رحمته فهل يجد الله إيماناً على الأرض حين يقبل إلينا؟
إفتح يارب أعيننا لنرى عظائمك و إفتح قلوبنا لنستقبلك بفرح في قلوبنا.