stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

يارب إلى السماء محبتك – الأب وليم سيدهم

876views

يارب إلى السماء محبتك

نعم إن حب الله إذا أردنا أن نقيس حجمه وندرك عمقه وطوله وعرضه، علينا أن نصرخ مع المرنم ‏‏”يارب إلى السماء محبتك .. والى الغيوم أمانتك” نتخيل عدد الكيلو مترات التى تفصلنا عن النجوم ‏والكواكب في السماء، هكذا فإن حب الله لنا ولكل واحد منا يتجاوز حجمه حجم المسافة بين الأرض ‏والسماء.‏

معنى ذلك أننا نعوم في لُجة الحُب الذي يحيطنا به الله جل جلاله، حين نختبر مع المرنم قوة وعمق ومعنى ‏أن نكون مغمورين من فوق ومن تحت بحب الله فإننا لن نشتكى من تجاهل الله لنا، ولن نعبر عن ‏غياب الله عن وجودنا، ولن نحزن لأننا لم نصل بعد إلى الطريقة المناسبة لندخل في علاقة حميمية ‏مع الله. ‏

وحتى نكون واقعيين نتسائل بماذا نترجم هذا الحب العظيم؟ وما هى ادوات العطايا؟ ومتى يغدقها ‏علينا الرب بين الأرض والسماء؟ أليست الشمس هى أولى العطايا؟ فبدونها سنتجمد، وبدونها لن ‏نرى ما حولنا، وبدونها لن نستمتع بسطوعها، ولن نترقب بزوغها كل يوم صباحًا، ولن نتهلل ‏لمنظر غروبها مساءًا، والنجوم والقمر، الهواء، الماء، الطيور، الحيوانات الأليفة وغير الأليفة، ‏الشجر والنباتات، الغلاف الجوى الذي يحمينا من النيازك والصواعق وغضب الطبيعة.‏

نعم، إن محبة الله نرضعها في كل شهيق وزفير، ونشعر بها في كل أجهزة جسمنا من جهاز التنفس ‏والجهاز الهضمي …. الخ.‏

وإذا كان المرنم في مواضع أخرى ينشد ويقول: ‏‎”‎اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ، وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ ‏يَدَيْهِ.” (مز 19: 1) ويضيف المرنم ” الى الغيوم أمانتك” إن أمانة الله تجلت في التاريخ ومازالت ‏ترافقنا أيضًا. والأمانة مقرونة بالحُب على فم المرنم فالشمس لا تغيب عن مواعيد بزوغها و ‏غروبها، وتتحرك بإنضباط شديد للغاية وكل الكائنات تحمل في طياتها برامج دقيقة مهما تنوعت ‏تحدث بعظمة الخالق.‏

أن يكون الله أمينًا بحجم المسافة بين الأرض والغيوم معناه أننا لا يمكن أن نشك في مواعيد الله وفي ‏فيض محبته لنا في كل وقت وفي كل ساعة.‏

إن الذي يشك في أمانة الله غالبًا لم يختبر في حياته هذه الأمانة التي تتجلى في رضى المؤمن ‏والسلام الباطنى الذي يغمره بسبب “أمانة الله معه” فهو يعطيه ما يحتاج وغالبًا دون أن يسأل لأن ‏الله يعلم إحتياجاتنا يكفي أن نرى أمانة الله في تاريخ الخلاص فهو وعد ابراهيم بأن يكون أمة كبيرة ‏وفعلًا حدث، ووعد التلاميذ بأن يكون معهم إلى منتهى الدهر وهذه حقيقة تتجسد كل يوم في ‏المؤمنين به، ووعدنا بالحياة الأبدية وغفران الخطايا.‏

ونحن نثق ونصدق. نعم يارب، إلى السماء محبتك وإلى الغيوم أمانتك.‏