يا معلم، أتبعك حيثما تمضي – الأب وليم سيدهم
انفعل هذا الشاب مجهول الاسم –ويمكن اعتباره أي شاب- بما القاه يسوع على الجموع من كلام الله، وذهب ليسوع يقول له: «يَا مُعَلِّمُ، أَتْبَعُكَ أَيْنَمَا تَمْضِي».” (مت 8: 19). لكن هذا القرار لن ينطلي على يسوع جديته وقدرة الشاب على تحمل المسئولية لذا كان رد يسوع عليه قاطعًا وواضحًا «لِلثَّعَالِب أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ، وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ».” (مت 8: 20).
ما معنى هذا الكلام؟ لا شك أنه محاولة ليعد الشاب النظر في قراره، فمن يتبع المسيح لابد أن يكون قد اتخذ قرارًا خطيرًا في حياته، بمعنى التنازل عن حياته الشخصية وقبول مشيئة الله في حياته، مما يتطلب منه تدريب حواسه وقلبه وإرادته على بذل الجهد والعرق لكي تتناغم حياته مع حياة المسيح.
وإذا كانت الطيور والحيوانات خلقت وهي مبرمجة فهي تعيش لغرائزها وتصنع لنفسها أوكارًا أو أعشاشًا لتأوى إليها. فإن الإنسان تاج الخليقة لديه رسالة في هذا الكون، أن يغمره وأن يبني فيه الملكوت التي وعده الله بها فأتباع المسيح يفكرون في المسكن والملبس آخر شيء فالرسالة رسالة المصالحة والشفاء والتعزية وبناء الملكوت، إن يسوع المسيح الذي تجسد لكي يعلم الإنسان كيف يستخدم جسده ونفسه في التفاعل مع هذا العالم بشكل يتواءم مع ابناء الله.
إنما الدعوةإلى اتباع المسيح، تفترض تضحيات جسام، وتجرد عن الذات،وقدرة على الرسالة، إن الوعظ والإرشاد والكلام المسترسل عن مصطلحات الملكوت والعقائد المسيحية والمحاضرات، والرياضات ليست كافية لتجعل من التلميذ رسولًا يتبع المسيح، إن يسوع الذي أعطى ذاته لنا يتطلب حيث نتبعه أن نعطي له ذواتنا كلها أن نتخلى عن العديد من الرغبات والقرارات التي تخص مسكننا وأكلنا وشربنا أن نتحقق من النزعة الاستهلاكية، ومن البحث المكانة الاجتماعية، والرضى ببساطة المسيح وان نتزود بالحب العميق الحي لاخوتنا وأخواتنا دون أن نتخلى عن المحبة المشتعلة لله ابينا والمسيح مخلصنا والروح القدس معزينا.