stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

‎) ‎‏ لما كان إسرائيل غلامآ أحببتة )‏ الأب وليم سيدهم

883views

‎) ‎‏ لما كان إسرائيل غلامآ أحببتة )‏

صور النبي هوشع علاقة الله بالشعب المختار كعلاقة الزوج بزوجته وتتناثر هذه ‏الصورة في مجمل الكتاب المقدس, ففي العهد الجديد يتحدث القديس بولس عن ‏الكنيسة بصفتها عروس المسيح ولا شك أن حب الزوج لزوجته والعكس هي أرقي ‏العلاقات الحميمية في الخبرة البشرية, فالله هو الذي بارك هذه العلاقة وطلب من ‏الزوج أن يترك أبيه وأمه ويلتصق بزوجته ليصيران جسدًا واحدًا.‏

وفي سفر هوشع يصور لنا كيف إن إسرائيل إنفصلت عن الله وأصبحت مشاعًا لكل ‏الألهه الوثنية كما تفعل المرأة حين تخون زوجها , وعلي الرغم من ذلك فإن الله ‏متمسك بها كما تمسك الزوج الصالح بزوجتة الخائنة لذلك يأمر الله النبي هوشع بأن ‏يتزوج إمرأة ساقطة إمعانًا في رمزية حب الله الذي لا ………… مع شعب إسرائيل ‏الزاني ‏‎”‎كُلَّ مَا دَعَوْهُمْ ذَهَبُوا مِنْ أَمَامِهِمْ يَذْبَحُونَ لِلْبَعْلِيمِ، وَيُبَخِّرُونَ لِلتَّمَاثِيلِ ‏الْمَنْحُوتَةِ. وَأَنَا دَرَّجْتُ أَفْرَايِمَ مُمْسِكًا إِيَّاهُمْ بِأَذْرُعِهِمْ، فَلَمْ يَعْرِفُوا أَنِّي شَفَيْتُهُمْ.” ‏‏(هوشع 11: 2-3).‏

‏ يعاتب الله علي لسان هوشع هذا الشعب المتمرد المارق لانه ” يهرب من وجهه ” ‏طبعًا إلي الألهه الوثنيه وأنا الذي علمهم المشي وحملتهم علي ذراعي, ويكمل عتابه ‏للشعب الإسرائيلي مذكرًا إياهم هذه المرة بتاريخ العلاقة بينهم وبين الله ويستخدم هنا ‏صورة الطفل. ويحدد هنا هوشع عبور البحر الأحمر بصفتها مرحلة الطفولة للشعب ‏المشعب المختار.‏

هكذا يعبر الله الحنون الرحوم عن حبه المطلق لإسرائيل ويذكرة بأيام طفولته وشبابه ‏حينما حررة من عبودية المصريين بيد جبارة وذراع قوية وضعته علي طريق ‏الوصول إلي الأرض التي تضر لبنًا وعسلًا.‏
إن طفولتنا وشبابنا اختبرنا فيها رعاية الله لنا وحبه المتدفق والمستمر لنا, إلا إننا ‏نسقط مرات ومرات ضحية الضغوط الأتية من كل جانب, تعرض علينا ملازات ‏وسعادة حتي وإن كانت عابرة إلا إنها تنزع منا أحيانًا كثيرة إرتباطنا بالله بحجج ‏مختلفة.‏

إن سفر هوشع الذي كتب في حوالي ( 756 ق.م ) يذكرنا بحقيقة الخالق العاشق ‏بخليقته. فمهما غضب او عاتب أو نهر الإنسان فإنه لا يفرط في محبه هذا الإنسان , ‏وخطيئة الزنا التي يتحدث عنا هوشع هنا المقصود بها رفض الله ( الزوج الحنون ) ‏إلي المنتهي والإلتصاق بالأصنام والألهه الوثنية بإعتبارهم الزوجات المرقات ‏الزانيات التي ألتصق بهم الشعب اليهودي ( الزوجة الخائنة ) مفضلًا إياهم علي ‏الزوج العاشق الحقيقي للشعب المختار.‏

إن خبرة الحب والزواج يعتبرها الكتاب المقدس أسمي وأرقي انواع الحب في ‏خبراتنا الانسانية لذلك يتخذ الله هذه العلاقة ليبرهن علي اواصر الحب والأرتباط بينه ‏وبين الشعب الذي اختاره ليكون شريكآ له في خلاص البشرية, فمن من الأباء ‏والأمهات يستطيع ان ينفي العلاقة التي أثمرت طفلًا او طفلة إلي الحياة ومن ثم مهما ‏كثرت خطايا وسقاطات الاب والابن في خبرتنا اليومية لن نستطيع ان نتنصل عن ‏إنكار العلاقة التي تربطنا به فهو ثمرة الحب الذي تعهد الأب والأم ان يصوناه ‏ويحافظا عليه.‏

وفيما نتذكر حياتنا الماضية او الحاضرة ونرصد عبر الموجات التي أمسكنا أنفسنا ‏متلبسين فيها بخيانه الله والبعد عنه والإمعان في خيانتة سنجدها لا تحصي ولا تعد.‏

وحينما نعود إلي رشدنا ونفحص ضميرنا لا يمكننا إلا ان نركع ونسجد لله علي ‏مراحمه ومغفرته لنا وهذا الذي يشرق شمسه علي الأشرار والأبرار فلم نري يومًا ‏الشمس امتنعت عن إعطاء ضوئها وحرارتها ودفئها لأحد مهما كان بعيدآ عن الله.‏

إن الله يحبنا اكثر مما تحبنا امهتنا :” إن نسيت الأم رضيعها فلن أنساكم ” ‏