”إياكم وخمير الفريسين” – الأب وليم سيدهم
في أحد الأيام نسي التلاميذ أن يحملوا معهم طعامًا، وحينما صعدوا إلى المركب ظهر عليهم الإرتباك وشعر يسوع بإرتباكهم وفهم السبب، لقد كان قلقهم مركز حول غياب الخبز.
ربط المسيح بين إرتباك التلاميذ على غياب الخبز وبين مؤمرات الفريسيين ضده وضد تلامي، ذكرهم بالمعجزات التى عملها لتكسير الخبز وكيف أنهم أكلوا وشبعوا وأنبهم على قلة إيمانهم : ” اذ كسرت الأرغفة الخمسة للخمسة الآلاف، كم قفة مملوءة كسرا رفعتم ؟ قالوا له: اثنتي عشرة، وإذ كسرت الأرغفة السبعة للأربعة الآلاف، كم سلة من الكسر رفعتم ؟قالوا: سبعا” (مرقس 8 : 19 – 20)، وكأن يسوع يذكرهم بأن : “ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان” (متى 4:4) وأن مسيرة الملكوت لن تتوقف حينما تغيب أحيانًا متطلبات الجسد. فالصبر وقوة الإحتمال والثبات في الإيمان هى جزء من مخاطر الرسالة ولكنها لا ولن توقف الرسالة.
وفي غمرة عتابهم على قلة إيمانهم حذرهم من “خمير الفريسيين” وخمير الفريسيين هى مؤامراتهم ودسائسهم في بث الخوف والشك في قلوب التلاميذ، وإذا كان المسيح شبّه ملكوت السموات بإمرأة تضع “الخمير في العجين” فيتمدد العيش وينضج ويكبر فإنه يتحدث عن “ملكوت ابليس” التى يتربع على عرشها خبث ودهاء الفريسيين الذين يبثون الشك في يسوع وفي أعماله ويتهمون يسوع بكل الأوصاف الشيطانية ليوقفوا انتشار الملكوت ويصرفوا الناس عنها.
تشتد الرياح وتقسوا أمامنا لتعطل مسيرتنا الخلاصية ويعايرنا الناس بسبب شجاعتنا وحرصنا على قول الحق وفعل كل ما هو حق وليس لنا ملجأ آخر إلا أن نمد أيدينا إلى أيدى يسوع كما فعل بطرس حين حاول السير على الماء فكاد أن يغرق، علينا إلا نلتفت للصيحات المستنكرة والخادعة صيحات الشياطين المتلبسين في هيئة أناس يوهموننا أنهم ملائكة نور.