”فأنتبهوا كيف تسمعون كلام الله” – الأب وليم سيدهم
كيف؟ أو أزاى؟ أو ما معنى؟ نفهم كلام الله؟ إن الله يتحدث إلينا بلغتنا فهو يحترم قواعد النحو والصرف و يستخدم أساليب متنوعة ليبلغنا الرسائل التى يود إرسالها الينا.
و “المثل” هو نوع أدبى متفرد استخدمه يسوع لكى ندرك من خلاله رسائله المختلفة من رسالة اطمئنان أو رسالة تدعو إلى التوبة أو تدعو إلى الفرح أو تدعو إلى الثقة في كلمته…الخ.
هذه الرسائل مغلفة فى لغة كانت فى الأصل آرامية أو يونانية أو عبرانية. ثم ترجمت بواسطة متخصصين الى اللغة العربية. و تعريف المثل هو : حدوتة تحضن قيمة معينة أو أكثر من قيمة علينا أن نطبقها على أنفسنا لكى نكتشف بأنفسنا هل نحن نمتلك هذه القيمة أم لا؟ هل علينا أن نعدل من سلوكنا لكى نكتسبها أم نعزز سلوكنا لكى نحافظ عليها.
إن الإنتباه الذى يطلبه المسيح ممن يصغى إلى كلامه هو إيقاظ حواسنا و عقلنا ووجداننا لكى ندرك أين نحن مما يطلبه يسوع. و هنا فإن الانتباه يجعلنا نستخدم المنهج الأمثل فى فهم و إدراك رسالة يسوع المغلفة في هذا المثل أو في بقية الأمثال.
تأتى هذه الجملة بعد أن يشرح يسوع مغزى مثل “الزارع” و نجد كلمة “مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ” “لَيْسَ أَحَدٌ يُوقِدُ سِرَاجًا وَيَضَعُهُ فِي خِفْيَةٍ، وَلاَ تَحْتَ الْمِكْيَالِ” الانتباه إلى كلمة الله يعنى أن هذه الكلمة معروضة على الجميع إنها السراج المنير الذى تغلفه كلمات الحياة فهى تضئ كل ما خفى من مكامن النفس البشرية كما تنير عقله و قلبه.
ورغم أن يسوع يعاتب المؤمنين به برفق إن أبناء الظلمة أحكم من أبناء النور “فأنه وعد و أوفى” وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ” ، وبالتالى فإن المؤمن الحقيقى لن يتحجج بتقصير الله فى ذاته فى إضاءة الطرق الملتوية و المتعرجة التى يسلكها شياطين هذا العالم و سلاطينه.
ولأن هناك تحذير واضح من القديس بولس أول مؤمن يتجشم مصاعب و منحنيات الرسالة إن من ظن أنه قائم فليحذر لأن يسقط”. كما أن المسيح نفسه يقول “متَى خَرَجَ الرُّوحُ النَّجِسُ مِنَ الإِنْسَانِ، يَجْتَازُ فِي أَمَاكِنَ لَيْسَ فِيهَا مَاءٌ يَطْلُبُ رَاحَةً، وَإِذْ لاَ يَجِدُ يَقُولُ: أَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي الَّذِي خَرَجْتُ مِنْهُ.فَيَأْتِي وَيَجِدُهُ مَكْنُوسًا مُزَيَّنًا.ثُمَّ يَذْهَبُ وَيَأْخُذُ سَبْعَةَ أَرْوَاحٍ أُخَرَ أَشَرَّ مِنْهُ، فَتَدْخُلُ وَتَسْكُنُ هُنَاكَ، فَتَصِيرُ أَوَاخِرُ ذلِكَ الإِنْسَانِ أَشَرَّ مِنْ أَوَائِلِهِ!”.
وهكذا فإن “الانتباه” واجب في كل الأوقات و السهر على انفسنا مطلب ايمانى لكى نتغذى على كلمة الله الحية و نفتح نوافذنا الى عمل الروح فيغذى فينا روح المقاومة و يحفظ مناعتنا الروحية.
مع المرنم نقول “إِنَّمَا هُوَ صَخْرَتِي وَخَلاَصِي، مَلْجَإِي فَلاَ أَتَزَعْزَعُ”.