stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

‏”كان يسوع يُعمد” ‏- الأب وليم سيدهم

841views

فوجيء تلاميذ يوحنا المعمدان بيسوع يعمد على مقربة من المكان الذي كان يعمد فيه يوحنا المعمدان. أسرع تلاميذ يوحنا إليه يخبرونه بما حدث ولم يفاجأ يوحنا بالخبر فقال لهم : من كانت له العروس فهو العريس”(يوحنا 3 :29)، هذا هو عين الصواب فيوحنا كانت معموديته  تمهيدًا لمعمودية يسوع فهدّأ من روع تلاميذه وأخبرهم بأنه لا مشاكل ولا تنافس بينه وبين يسوع بل هناك تكامل بينه بصفته “الصوت الصارخ في البرية” وبصفته الشاهد الأمين على مجيء ملك السلام ملك الملكوت الآت.

ويحدثنا الإنجيل مرّة أخرى عن الإشكالية التى حدثت بين يسوع وتلاميذه وبين الفريسين فقد أمسك الفريسيون تلاميذ يسوع متلبسين أيضًا بتعميد اليهود الذين كانوا ينتظرون مجيء المسيح وانتهروهم ونهوهم عن فعل ذلك.

لا شك أن هذه الإشكاليات بين معمودية يوحنا ومعمودية يسوع وسوء فهم معاصري يسوع ويوحنا نابعة من عدم التثبت من هوية يوحنا وهوية يسوع وهذا طبيعي في مثل هذه الأوقات، ورد يسوع على سؤال التلاميذ عن دور “إيليا النبي” في التمهيد لظهور الملكوت وهى مقولة كانت تتردد في الأوساط اليهودية فقال أن يوحنا هو ايليا ويقوم بدوره بالتمهيد للملكوت ثن أن يوحنا نفسه اعترف اكثر من مرة في الانجيل بدوره كشاهد وسابق لتمهيد الملكوت ليسوع المسيح.

ولكن الكتاب المقدس يقص علينا حوارات يسوع مع السامرية ومع الفريسين ومع المرأة الكنعانية والمولود أعمى وبارطيما الأعمى ولم يذكر أنه عمدهم بل التقى بهم شخصيًا وشفاهم وشفى مرضاهم بمجرد كلمته أو لمسته أو وضع يده عليهم وبالتالى فما قام به يسوع من معمودية هى مجرد طقس رمزى كان يمارسه الكثيرون من اليهود مثل يوحنا لأن المعمودية الحقيقية التى ستستمر في الكنيسة الناشئة تأخذ كامل معناها بعد موت وقيامة المسيح. وفي دعوة المسيح للرسل بعد القيامة : “فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس” (متى 28 :19) .

واليوم فإن طقس المعمودية في التقاليد المسيحية المختلفة يرمز لموت المعمد وقيامته مع يسوع بكل ما لذلك من معنى حيث يصبح المعمد هيكل الروح القدس ويوسم للأبد بأنه ابن الله بفضل موت وقيامة يسوع وإنتصاره على الموت وفتحه باب الملكوت لكل من يؤمن ويعترف بيسوع المسيح مخلصًا وكل من يعمل مشيئة  الله في حياته.

فالمعمودية ليست رخصة للخلاص بل هى حياة مملوءة بالنعمة تقضي بعمل الخير وتبتعد عن الشر في حياتنا اليومية وهى وإن كانت طقسًا فإن هذا الطقس لا يأخذ معناه إلا إذا مارس المؤمن حياته حسب قلب الله وباسم الثالوث المقدس يكتمل مفهوم ومعنى المعمودية التى قبلها، انتم الذين اعتمدتم في المسيح.