stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

‏‏”أنت من تحبه نفسي”‏ للأب هانى باخوم

957views

نتعدد في الخبرات والسن والجنسيات، نحن مختلفين الواحد عن الأخر،… ولكن هناك شيء يجمعنا، ‏هناك شيء وان اختلفت صورته يوحدنا. شيء يبحث عنه الجميع، الغني والفقير، الرجل والمرأة والطفل، ‏المتعلم والأقل ثقافة .. الجميع يبحث عنه وان لم يدرك ذلك. ‏
الحب. نعم الحب. الكل في العمق يرغب أن يكون محبوبا. الطفل يحيا بحب والديه له، وأي ‏ألم نجده بسبب رفض حصلنا عليه منذ الصغر؟ أو استغلال؟ أو بسبب موقف لم نشعر فيه بالحب؟ ‏تعددت صعوباتنا وفي العمق هي نتيجة تقصير في حب شخص لنا، او توقع منا لم يجد نهاية سعيدة. ‏بل وكم من الإمراض النفسية تنبع من هذا، كم من الصراعات الداخلية وكم من القرارات الخاطئة تؤخذ ‏فقط لان الإنسان مشروط بان يجد حب. الكل يبحث عنه في العمق دون أن يدري.‏
كم من مرات أمام صعوبات الحياة يهرب الإنسان بقصة رومانسية غير واقعية، نكون أبطالها ‏أو مشاهدين لها. وفقط هذه الفكرة تنعشنا وتجعلنا نتهاوى هربا بعض من الوقت من واقع صعب قد ‏نحياه، ولكن بعدها ما أصعب العودة والرجوع إليه مرة ثانية. كم من مرات نهرب وراء كلمات سمعناها ‏فقط لأننا شعرنا إننا موجودين. احد يفكر في، احد يهتم بي، إذا أنا محبوب. إذا آنا موجود. ‏
حواء تقتنع وتأكل من الشجرة فقط عندما تصدق كلام إبليس “إن الله لا يحبهما”. منعهما من ‏الأكل لأنه يغار منهما. فعندما تصدق بان الله لا يحبها. تفقد معنى حياتها تفقد جذور كيانها، فتتهاوى ‏أمام الخطيئة. تخيل الأثر النفسي لطفل يسمع أن أمه لا تحبه. كم بالأحرى الإنسان عندما يصدق ان ‏الله الذي خلقه والذي يدبر له كل شيء، لا يحبه. ماذا سيفعل؟ سينتحر، هذا اقل شيء، نعم سينتحر، ‏اي يخطئ. ‏
فالإنسان يبحث في كل شي عن الحب فالحب هو مصدر الكيان بل هو أيضا موتور تغييره. ‏فالشخص عندما يحب يتحول، يصبح أكثر سعادة أكثر جمالا أكثر تفهما..‏
لذلك موضوع هذه المقالات عن سفر الحب “سفر نشيد الأناشيد”. فهل له علاقة بي وبك ؟

‏- احد الرابيين يقول:”ان الكون كله لا يساوي اليوم الذي أعطي فيه الرب سفر نشيد الأناشيد ‏إلى شعبه”. غريب هذا الكلام، سفر نشيد الأناشيد لدى العبرانين هو السفر الأعظم. فإذا كان كل ‏الكتاب المقدس هو عبارة عن أناشيد وكلمات فهذا هو الأكبر والاهم والأعظم بينهما، الذي يفوق ‏الجميع ويعلوهم. يقرا في أيام الفصح عند اليهود. لاسترجاع خبرة الخروج من العبودية للحرية. من من ‏اللا شيء إلى الحب. ‏
‏- اسم الكتاب نشيد، اي “شعر”، وهو أسمى مشاعر الكتابة جمالا. كلمة شعر من اليوناني ‏‏”بويسيس”: وتعنى الخلق، فالشعر يخلق أمامنا ما بداخلنا. يجسده، ويجعله مرئي. كطفل نتج عن حب. ‏
وها هو نشيد الأناشيد، يخلق فينا أيضا ما نسمعه منه. يستغوينا إلى ما فيه، يأسرنا وراءه، لكن ‏بحريتنا. نعم نحن أمام عمل خلق، خلق فينا ولنا وبنا. فماذا يريد أن يخلق في هذا النشيد؟ من أي عدم ‏يريد أن يخلق شيء؟ أيريد أن يخلق فينا الحب؟ أيريد أن يخلق فينا نفس المشاعر التي يحكي عنها؟ ‏أيريد ان يستغويني، كي اخرج من غرفتي المظلمة وابحث عن الحبيب؟ كي اخرج من تلك الوحدة ‏القاتمة والتي فيها قد اكتفيت بصور عقيمة عن الحب والحبيب، كي أجد ” مَن تُحِبّه نَفْسي”، حتى إن ‏كنت لا أدركه ولا اعرفه جيدا؟ ماذا تريد؟

إلى مقالات أخرى عن نشيد الأناشيد ..‏
أيام مباركة.‏