stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

كتابات القراء

3.”أنت من تحبه نفسي”نشيد الأناشيد

1.2kviews

13133386_546150332231540_559367802086143336_n

للأب هاني باخوم

 

          الحب ليس مشاعر او قرار فقط ، كما ذكرنا من قبل، بل كياني الذي امنحه للأخر بدون شروط، في كل وقت وكل الوقت، هذا الحب هو ثمرة الروح القدس.

          نشيد الأناشيد، هو قصيدة حب بين حبيب وحبيبة. حوار، وفي نفس الوقت، حوار ذهني فردي. على سبيل المثال: تبدأ القصيدة “لِيُقَبِّلْني بِقُبَلِ فَمِه،  فإِنَّ حبَكَ أَطيَبُ مِنَ الخَمْر”. تقول الحبيبة: فليقبلني بقبل فمه، مع انه أمامها. هي لم تقل له “قبلني”. لكن في ذهنها رددت هذه الجملة وبعدها قالت ” فإن حبك أطيب من الخمر”. لماذا هل خجلت منه؟ خجلت منه وهو أمامها أن تصرح له بحبها وتعترف له باشتياقها له؟ لا اعلم. لكن اعلم أنها تعبر له عما تشعر به والباقي تقوله بينها وبين ذاتها.

          فبماذا شعرت تلك الحبيبة؟

          تقول: “ أَنا سوداءُ لَكِنَّني جَميلَةٌ يا بَنَاتِ أورَشَليم”

          الحبيبة بفضل هذا الحب تجد نفسها سوداء. ولكن تشعر في نفس الوقت بأنها جميلة. لقائها بالحبيب جعلها ترى نفسها على حقيقتها بدون تزين، فهو يراها كما هي. بعيوبها وماضيها، وها هي ترى سوادها، رمز الضعف والخطيئة والسقوط في الكتاب المقدس، وترى حب الحبيب والذي يجعلها تشعر إنها جميلة. وبالفعل أصبحت جميلة.

          مثل بطرس عندما يختبر المسيح على السفينة، يقول اخرج من هنا يارب فانا رجل خاطئ. لقاء الحبيب يجعلنا أولا ندرك واقعنا. انا سوداء (فلا تخافوا من هذا – لا تخافوا اذا ابتدأنا نرى خطايانا أمامنا وضعفنا، لا تخف، لا تفقد الأمل، هذه أول خطوة في المسيرة). كثيرا مننا نتشكك من الخطايا فنخبئها ولا نواجهها. الحبيبة تذكره ولا تخجل، تعلنه ولا تخشي، لأنها اغتسلت ووجدت من يطهرها.

                    ونحن أيضا مدعوين مثل هذه الحبيبة أن نرى أنفسنا بدون خوف، نرى أنفسنا ونرى حب الله المجاني. حب الحبيب. نرى هذا السواد ونرى الجمال الذي يضيفه حبه لنا. فكل مواقف حياتنا، كل الصعوبات، الآخرين ومشاكلهم، كل شي… كل شي… هو دعوة لي كي ارى كم انا اسود وكم هو يحبني.. وفقط هذا الحب قادر ان يجعل منى شعر حب.

غريب هذا الحب، لم أجد احد يحبني بهذا الطريقة، قال لي شخص بالأمس: “من يعرف ضعفي وخطيئتي يعايرني بها، يرجمني” لذا انا اخبي ذاتي”. هذا صحيح، هذا واقع، ولكن هنا يوجد شخص أخر، يوجد المسيح، هذا الحبيب الذي يجعلنا نرى أنفسنا كما هي ونرى حبه، فنعود ونرى أنفسنا على ضوء حبه.

هنيئا لمن وجد شخص يستطيع ان يقول له” أنا سوداء ولكني جميلة” كتلك الحبيبة التى وجدت حبيبها…نعم هنيئا لمن وجد الحبيب.

هذا هو الحب، ان يرى كل منا ذاته أمام الأخر ويرى من الأخر قبول وتفهم وبداية جديدة، كل يوم….نعم أنا سوداء ولكني جميلة….

إلى مقالات أخرى… أيام مباركة