stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

أخبار الكنيسة

البابا فرنسيس: الصليب اليومي هو جزء من ملكوت الله

1.5kviews

OSSROM12589_Articolo

“إن ملكوت الله ينمو يوميًّا بفضل الذين يشهدون له بصمت، بالصلاة وعيش الإيمان من خلال التزاماتهم في العائلة والعمل والجماعات التي ينتمون إليها” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الخميس في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان.

قال الأب الأقدس: في الصمت، وربما في عائلة فقيرة لا يكفيها ما تجنيه ومع ذلك نراهم يثابرون على الصلاة والاهتمام بأبنائهم ومسنّيهم: هناك نجد ملكوت الله، بعيدًا عن الضجيج، لأن ملكوت الله لا “يأتي على وَجهٍ يُراقَب”، تمامًا كالزرع الذي ينبت تحت التراب. استوحى الأب الأقدس تأمُّله الصباحي من الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجية اليوم من القديس لوقا والذي نقرأ فيه: “في ذَلكَ الزَّمَان سأَلَ الفِرِّيسِيُّونَ يسوع: “مَتى يَأتي مَلكوتُ الله؟” فأَجابَهم: “لا يأتي مَلَكوتُ اللهِ على وَجهٍ يُراقَب… وقالَ لِلتَّلاميذ: “وسيُقالُ لَكم: هاهُوَذا هُناك، هاهُوْذا هُنا، فلا تَذهَبوا ولا تَندَفِعوا”. فملكوت الله، تابع البابا يقول، ليس عرضًا مسرحيًّا، والرب يقوله لنا: إن ملكوت الله ليس عرضًا مسرحيًّا وإنما هو عيد، وهذا أمر مختلف. إنه عيد كبير، وسيكون هناك عيد في السماء لا عرضًا مسرحيًّا، لكن ضعفنا البشري يفضل هذه العروض.

تابع البابا فرنسيس يقول: غالبًا ما تكون احتفالاتنا عروضًا مسرحيّة، في الأعراس على سبيل المثال، عندما نرى أن الأشخاص لم يأتوا للاحتفال والمشاركة في هذا السرّ وإنما لتقديم عروض أزياء وللتباهي. لكن هذا ليس ملكوت الله، لأن ملكوت الله صامت وينمو في الداخل، ينمّيه الروح القدس بفضل جهوزيتنا وفي أرضنا وتربتنا التي ينبغي علينا أن نُعدّها. وأضاف الأب الأقدس يقول: لكن الملكوت سيظهر بقوته فقط في نهاية الأزمنة عند مجيء الرب الثاني كما يقول لنا يسوع: “فكَما أَنَّ البَرقَ يَبرُقُ فيَلمَعُ مِن أُفُقٍ إِلى أُفُقٍ آخَر، فكذلِكَ ابنُ الإِنسانِ يَومَ مَجيئِه”.

في ذلك اليوم سيُسمع ضجيج، تابع الحبر الأعظم يقول، وسيكون كالبرق يبرُقُ فيلمع من أفق إلى أفق وهكذا سيكون مجيء ابن الإنسان. وعندما نفكّر بمثابرة العديد من المسيحيين – العديد من الرجال النساء – الذين يقودون قدمًا عائلاتهم ويهتمّون بأبنائهم ومسنّيهم علمًا أن غالبًا لا يكفيهم ما يجنوه، لكنهم يُصلّون ويستسلمون لمشيئة الله: فهذا هو ملكوت الله! يختبئ في قداسة هذه الحياة اليوميّة لأن ملكوت الله ليس بعيدًا عنّا بل قريب! وهذه هي إحدى ميزاته: القرب اليومي!

أضاف الأب الأقدس يقول: وعندما يصف لنا يسوع مجيء ابن الإنسان بالمجد يقول لنا “ولكِن يَجِبُ عَليهِ قَبلَ ذلِكَ أَن يُعانِيَ آلامًا شَديدة، وأَن يَرذُلَه هذا الجيل”، أي أن الألم والصليب – صليب الحياة اليوميّة، صليب العمل والعائلة، صليب إتمام مهماتنا بشكل جيّد – هذه الصلبان اليومية الصغيرة هي جزء من ملكوت الله. لنطلب إذًا من الرب نعمة الاهتمام بالملكوت الذي في داخلنا بصمت بواسطة الصلاة والعبادة وخدمة المحبّة. لأن ملكوت الله متواضع، كالبذار صغير ومتواضع، ولكنه ينمو ويكبر بقوّة الروح القدس. ونموّه في داخلنا متوقف علينا، ولكن لا ينبغي علينا أن نتباهى بذلك وإنما أن نسمح فقط للروح القدس أن يسكن فينا ويغيّرنا ويقودنا إلى الأمام بصمت وسلام وسكينة، بالقرب من الله والآخرين وبالعبادة بعيدًا عن التبجّح والتباهي!

الفاتيكان