القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين” 24 أغسطس – آب 2021 “
الثلاثاء الرابع عشر بعد العنصرة
تذكار القدّيس الشهيد في رؤساء الكهنة إفتيخيس تلميذ يوحنّا اللاهوتي
بروكيمنات الرسائل 1:2
يَفرَحُ ٱلصِّدّيقُ بِٱلرَّبّ، وَيَتَوَكَّلُ عَلَيه.
-إِستَمِع يا أَللهُ صَوتي عِندَ تَضَرُّعي إِلَيك. (لحن 7)
رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 2-1:13.21-20:12
يا إِخوَة، أَخشى إِذا أَتَيتُكُم أَن أَجِدَكُم عَلى ما لا أُحِبُّ، وَأَن تَجِدوني عَلى ما لا تُحِبّون. أَن تَكونَ بَينَكُم خُصوماتٌ وَغَيرَةٌ وَمُغاضَباتٌ، وَمُنازَعاتٌ وَٱغتِياباتٌ وَنَمائِمَ، وَٱنتِفاخاتٌ وَٱضطِرابات.
أَن يُذِلَّني إِلَهي بَينَكُم، إِذا قَدِمتُ إِلَيكُم مَرَّةً أُخرى، وَأَنوحَ عَلى كَثيرينَ مِنَ ٱلَّذينَ خَطِئوا آنِفًا وَلَم يَتوبوا عَمّا صَنَعوا مِنَ ٱلنَّجاسَةِ وَٱلزِّنى وَٱلفِسق.
هَذهِ مَرَّةٌ ثالِثَةٌ آتي فيها إِلَيكُم. «عَلى فَمِ شاهِدَينِ أَو ثَلاثَةٍ تَقومُ كُلُّ كَلِمَة».
قَد قُلتُ قَبلاً وَأَسبِقُ فَأَقولُ كَحاضِرٍ لِلمَرَّةِ الثّانِيَةِ، وَأَكتُبُ ٱلآنَ وَأَنا غائِبٌ إِلى ٱلَّذينَ خَطِئوا آنِفًا وَإِلى ٱلباقينَ كافَّة: إِنّي إِذا عُدتُ إِلَيكُم فَلَن أُشفِق.
هلِّلويَّات الإنجيل
أَلصِّدّيقُ كَٱلنَّخلَةِ يُزهِر، وَكَأَرزِ لُبنانَ يَنمو.
-أَلمَغروسُ في بَيتِ ٱلرَّبّ، يُزهِرُ في دِيارِ إِلَهِنا. (لحن 2)
إنجيل القدّيس مرقس 34-24:4
قالَ ٱلرَّبُّ لِتَلاميذِهِ: «تَبَصَّروا في ما تَسمَعون. فَإِنَّهُ بِٱلكَيلِ ٱلَّذي تَكيلونَ بِهِ يُكالُ لَكُم، وَيُزادُ لَكُم أَيُّها ٱلسّامِعون.
لِأَنَّ مَن لَهُ يُعطى، وَمَن لَيسَ لَهُ فَما هُوَ لَهُ يُؤخَذُ مِنهُ».
وَقال: «مَثَلُ مَلَكوتِ ٱللهِ كَمَثَلِ إِنسانٍ يُلقي ٱلزَّرعَ في ٱلأَرضِ،
وَيَنامُ وَيَنهَضُ لَيلاً وَنَهارًا، وَٱلزَّرعُ يَنبُتُ وَيَنمو وَهُوَ لا يَدري.
فَإِنَّ ٱلأَرضَ مِن نَفسِها تُخرِجُ أَوَّلاً ٱلعُشبَ ثُمَّ ٱلسُّنبُلَ، ثُمَّ ٱلحِنطَةَ كامِلَةً في ٱلسُّنبُل.
فَإِذا أَدرَكَ ٱلثَّمَرُ فَلِلوَقتِ يُعمِلُ ٱلمِنجَلَ، لِأَنَّ ٱلحَصادَ قَد حان».
وَقال: «بِماذا نُشَبِّهُ مَلَكوتَ ٱلله؟ أَم بِأَيِّ مَثَلٍ نُمَثِّلُهُ؟
إِنَّهُ مِثلُ حَبَّةِ ٱلخَردَلِ، ٱلَّتي حينَ تُزرَعُ في ٱلأَرضِ تَكونُ أَصغَرَ جَميعِ ٱلبُزورِ ٱلَّتي عَلى ٱلأَرض.
فَإِذا زُرِعَتِ ٱرتَفَعَت وَصارَت أَكبَرَ مِن جَميعِ ٱلبُقولِ، ثُمَّ تُخرِجُ أَغصانًا كَبيرَةً، حَتّى إِنَّ طُيورَ ٱلسَّماءِ تَستَطيعُ أَن تَستَظِلَّ في ظِلِّها».
وَبِكَثيرٍ مِن مِثلِ هَذِهِ ٱلأَمثالِ كانَ يُخاطِبُهُم بِٱلكَلِمَةِ بِقَدرِ ما كانوا يَستَطيعونَ أَن يَسمَعوا.
وَبِغَيرِ مَثلٍ لَم يَكُن يُكَلِّمُهُم. وَفي ٱلخَلوةِ كانَ يُفَسِّرُ لِتَلاميذِهِ كُلَّ شَيء.
التعليق الكتابي :
القدّيس غريغوريوس النيصي (335 – 395)، راهب وأسقف
عظة عن الموتى
«فَالأَرضُ مِن نَفسِها تُخرِجُ العُشبَ أَوَّلاً، ثُمَّ السُّنُبل، ثُمَّ القَمحَ الَّذي يَملأُ السُّنبُل»
إنّ حياتنا هذه دربٌ يؤدّي بنا إلى منتهى الرجاء، تمامًا كنبتة تحمل ثمرة في طور خروجها من زهرة. وبفضل هذه الزهرة، تبلغ الثمرة كمال وجودها كثمرة حتّى وإن لم تصبح ثمرة بعد. كذلك الأمر بالنسبة إلى الحصاد الذي يتولّد عن الزرع؛ فهو لا يظهر مباشرة مع سنبلة القمح، بل ينبت العشب أوّلاً؛ وبعد أن يموت العشب، تظهر السنبلة وتنضج الثمرة في أعلى السنبلة…
إنّ الباري لم يخلقنا لنحيا حياة جنينيّة وحسب؛ فغاية الطبيعة لا تقف عند مرحلة المواليد الجدد، ولا تستهدف الأعمار المتوالية التي يلبسها مع مرور الزمن مسار النموّ بأشكاله المتغيّرة؛ كما لا تستهدف انحلال الجسد بعد الموت. إنّ هذه الحالات كلّها ما هي إلاّ مراحل في الطريق الذي نسلك. فالغاية في ختام هذه المراحل هي تَمَثُّلُنا بالخالق…؛ وغاية الحياة المُنتظرة هي النعيم. أمّا اليوم، فإنّ كلّ ما يتعلّق بالجسد، من موت وشيخوخة وشباب وطفولة وتكوّن جنيني، فما هي إلاّ أطوار تشكّل، على غرار العشب والجذوع والسنابل، دربًا وتعاقبًا وطاقةً تؤدّي إلى النضوج المنشود.