stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

البابا فرنسيس : الغضب والاستياء والحزن يغلقون الأبواب أمام الله

655views

نقلا عن الفاتيكان نيوز

29 أغسطس 2021

كتب : فتحى ميلاد – المكتب الاعلامي الكاثوليكي بمصر .

“لتساعدنا العذراء مريم التي غيّرت التاريخ من خلال نقاوة قلبها لكي ننقي قلوبنا ونتخطّى رذيلة إلقاء اللوم على الآخرين والتذمّر على كل شيء” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي

تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر الأحد صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها يُظهر لنا الإنجيل الذي تقدّمه الليتورجيا اليوم بعض الكتبة والفريسيين المندهشين من موقف يسوع، وقد أصيبوا بالذهول لأن تلاميذه يتناولون الطعام دون القيام بطقوس الاغتسال التقليدية. ويفكرون في أنفسهم: “هذا الأسلوب في التصرّف يتعارض مع الممارسة الدينية”.

تابع البابا يقول يمكننا نحن أيضًا أن نسأل أنفسنا: لماذا أهمل يسوع وتلاميذه هذه التقاليد؟ إنها في العمق ليست أمورًا سيئة، وإنما عادات طقسية جيدة، وغسيل بسيط قبل تناول الطعام. فلماذا لا يهتم يسوع بها؟ لأنه من المهم بالنسبة له إعادة الإيمان إلى محوره. وتجنب المخاطرة التي تنطبق على هؤلاء الكتبة وعلينا: أي الحفاظ على الإجراءات الشكلية الخارجية ووضع قلب الإيمان في المرتبة الثانية. إنه خطر تديُّن المظاهر: الظهور بشكل جيد في الخارج، وإهمال تنقية القلب. هناك على الدوام تجربة “إرضاء الله” ببعض العبادات الخارجيّة، لكن يسوع لا يكتفي بهذه العبادة. هو لا يريد تصرفات خارجية، وإنما يريد إيمانًا يصل إلى القلب.

في الواقع أضاف الأب الأقدس يقول بعد ذلك مباشرة، دعا الجمع ليقول لهم حقيقة عظيمة: “ما مِن شَيءٍ خارِجٍ عَنِ الإِنسانِ إِذا دَخَلَ الإِنسانَ يُنَجِّسُهُ”. ولكن، “مِن باطِنِ النّاس، مِن قُلوبِهِم” تنبعث الأمور السيئة. إنها كلمات ثورية، لأنه في ذهنيّة ذلك الوقت كان يُعتقد أن بعض الأطعمة أو الاتصالات الخارجية تجعل المرء نجسًا. لكنَّ يسوع قد عكس المنظور: إنَّ الأمور التي تأتي من الخارج لا تؤذي، وإنما تلك التي تولد من الداخل.

تابع الحبر الأعظم يقول أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، هذا الأمر يعنينا أيضًا. غالبًا ما نعتقد أن الشر يأتي أساسًا من الخارج: من سلوك الآخرين، ومن الذين يفكرون فينا بشكل سيئ، ومن المجتمع. كم مرة نلوم الآخرين والمجتمع والعالم على كل ما يحدث لنا! إنه على الدوام ذنب “الآخرين”: الناس، الذي يحكم، وسوء الحظ. ويبدو أن المشاكل تأتي على الدوام من الخارج. ونقضي الوقت في توزيع اللوم. لكن قضاء الوقت في إلقاء اللوم على الآخرين هو مضيعة للوقت. ويصبح المرء غضوبًا وبغيضًا ويبعد الله عن قلبه. مثل هؤلاء الأشخاص في الإنجيل، الذين يتذمرون، ويتشكّكون، ويجادلون ولا يقبلون يسوع. لكن لا يمكن للمرء أن يكون متدينًا حقًا في التذمّر: إنَّ الغضب والاستياء والحزن يغلقون الأبواب أمام الله.

أضاف الأب الأقدس يقول لنطلب اليوم من الرب أن يحررنا من لوم الآخرين. ولنسأل في الصلاة نعمة ألا نضيِّع الوقت في تلويث العالم بالتذمّر، لأن هذا الأمر ليس مسيحيًا. إن يسوع يدعونا إلى النظر إلى الحياة والعالم انطلاقًا من قلوبنا. وإذا نظرنا إلى داخلنا، فسنجد تقريبًا كل شيء نكرهه في الخارج. وإذا سألنا الله بصدق أن يطهر قلوبنا، فسنبدأ في جعل العالم أكثر نظافة. لأن هناك طريقة لا تُخطئ للتغلب على الشر وهي أن يبدأ المرء في هزيمته في داخله.

تابع الحبر الأعظم يقول عندما كان يُسأل آباء الكنيسة والرهبان الأوائل: “ما هي درب القداسة؟ وكيف أبدأ؟” كانوا يقولون إن الخطوة الأولى هي اتهام أنفسنا. كم منا، خلال اليوم، في لحظة من اليوم أو في لحظة من الأسبوع، قادر على اتهام نفسه في الداخل؟ قد تقولون: “نعم، هذا قد فعل لي كذا، وذلك قد فعل كذا…”، ولكن هل أفعل الشيء نفسه مع نفسي … إنها حكمة: أن نتعلم أن نتّهم أنفسنا. حاولوا أن تفعلوا ذلك: وهذا الأمر سيفيدكم. إنه أمر يفيدني، عندما أتمكّن من القيام بذلك، لكنه مفيد للجميع.

وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول لتساعدنا العذراء مريم التي غيّرت التاريخ من خلال نقاوة قلبها لكي ننقي قلوبنا ونتخطّى رذيلة إلقاء اللوم على الآخرين والتذمّر على كل شيء.