القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 7 سبتمبر – أيلول 2021 “
الثلاثاء السادس عشر من زمن العنصرة
رسالة القدّيس يعقوب 10-1:4
يا إِخوَتِي : مِنْ أَيْنَ الحُرُوب، ومِنْ أَيْنَ المُشَاجَراتُ بَيْنَكُم؟ أَلَيْسَ مِن لَذَّاتِكُم الْمُحَارِبَةِ في أَعضَائِكُم؟
تَشْتَهُونَ ولا تَمتَلِكُون. تَقْتُلُونَ وتَحْسُدُونَ ولا يُمْكِنُكُمُ الحُصُولُ على ما تُرِيدُون. تُشاجِرونَ وتُحَارِبُون. ولا تَنَالُونَ لأَنَّكُم لا تَسْأَلُون.
تَسْأَلونَ ولا تَنَالُونَ، لأَنَّكُم تُسِيئُونَ السُّؤال، لِكَي تُنْفِقُوا على لَذَّاتِكُم.
أَيُّهَا الزُّناة، أَلا تَعلَمُونَ أَنَّ صَدَاقَةَ العَالَمِ هِيَ عَداوَةٌ لله؟ فَمَنْ أَرادَ أَنْ يَكُونَ صَدِيقًا لِلعَالَم، جَعَلَ نَفسَهُ عَدُوًّا لله.
أَمْ إِنَّكُم تَظُنُّونَ أَنَّ الكِتَابَ يَقُولُ عَبَثًا: «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ حَتَّى الغِيرَةِ الرُّوحَ السَّاكِنَ فينَا».
بَلْ إِنَّهُ يَهَبُ نِعمَةً أَعظَم، ولِذلِكَ يَقُولُ الكِتَاب: «إِنَّ الله يُقاوِمُ المُتَكَبِّرين، ويَهَبُ النِّعْمَةَ للمُتَوَاضِعِين».
إِذًا فَٱخْضَعُوا لله، وقاوِمُوا إِبلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُم.
إِقْتَرِبُوا مِنَ اللهِ فَيَقْتَرِبَ مِنْكُم. طَهِّرُوا أَيْدِيَكُم، أَيُّها الخَطَأَة، ونَقُّوا قُلُوبَكُم يا ذَوِي النَّفْسَين.
إِحْزَنُوا على بُؤْسِكُم ونُوحُوا وٱبْكُوا، وَلْيَنْقَلِبْ ضِحْكُكُم نَوْحًا، وفَرَحُكُم حُزْنًا.
تَواضَعُوا أَمَامَ الرَّبِّ فيَرفَعَكُم.
إنجيل القدّيس لوقا 23-18:18
سَأَلَ يَسُوعَ أَحَدُ الرُّؤَسَاءِ قَائِلاً: «أَيُّها المُعَلِّمُ الصَّالِح، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الحَيَاةَ الأَبَدِيَّة؟».
فَقالَ لَهُ يَسُوع: «لِمَاذا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لا أَحَدَ صَالِحٌ إِلاَّ وَاحِد، هُوَ الله!
أَنْتَ تَعْرِفُ الوَصَايا: لا تَزْنِ، لا تَقْتُلْ، لا تَسْرِقْ، لا تَشْهَدْ بِالزُّور، أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ!».
قالَ الرَّجُل: «هذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مَنْذُ صِبَاي».
ولَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ ذلِكَ قَالَ لَهُ: «وَاحِدَةٌ تُعْوِزُكَ: بِعْ كُلَّ مَا لَكَ، وَوَزِّعْ عَلَى الفُقَرَاء، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ في السَّمَاوَات، وَتَعَالَ ٱتْبَعْنِي!».
فَلَمَّا سَمِعَ الرَّجُلُ ذلِكَ، حَزِنَ حُزْنًا شَدِيدًا، لأَنَّهُ كانَ غَنِيًّا جِدًّا.
التعليق الكتابي :
القدّيس أثناسيوس (295 – 373)، بطريرك الإسكندريّة وملفان الكنيسة
حياة القدّيس أنطونيوس، أبي الرهبان
«فَيكونَ لكَ كَنزٌ في السَّماء»
بعد موت والديه، كان عمر أنطونيوس بين الثماني عشرة والعشرين سنة… دخل الكنيسة في أحد الأيّام وقت تلاوة الإنجيل، وسمع الربّ يقول لرجل غنيّ: “إِذا أَرَدتَ أَن تكونَ كامِلاً، فاذْهَبْ وبعْ أَموالَكَ وأَعْطِها لِلفُقَراء، فَيكونَ لكَ كَنزٌ في السَّماء، وتَعالَ فاتبَعْني” (مت 19: 21). شعر أنطونيوس بأنّ هذه القراءة موجّهة له. فخرج حالاً وأعطى أهل القرية أملاكه العائليّة. وبعد أن باع كلّ ممتلكاته، وزّع على الفقراء كلّ المال الذي حصل عليه، ولم يُبقِ سوى حصّة صغيرة منه لأخته.
دخل الكنيسة مرّة أخرى، وسمع الربّ يقول في الإنجيل: “لا يُهِمَّكُم أمرُ الغَد، فالغَدُ يَهتَمُّ بِنَفْسِه” (مت 6: 34). لم يتحمّل أنطونيوس أنّه أبقى بعض الأموال جانبًا، فوزّعها كذلك على أكثرهم فقرًا. عهد بأخته إلى عذارى معروفات ومؤمنات، كُنَّ يَعِشْنَ في منزل مع بعضهنّ البعض، لكي تتعلّم هناك. وبعدها كرّس نفسه، قرب منزله، لعمل الحياة التقشفيّة. وإذ كان متيقّظًا على نفسه، واظب على عيش حياة تقشّف…
كان يعمل بيديه، لأنّه سمع هذه الكلمة: “إِذا كان أَحدٌ لا يُريدُ أَن يَعمَل فلا يَأكُل” (2تس3: 10). كان يشتري خبزه ببعض ما كان يكسبه ويوزّع الباقي على المُعْوَزين. كان يصلّي بدون انقطاع، لأنّه تعلّم أنّه يجب “المواظبة على الصلاة” (راجع لو 21: 36) على انفراد. كان منتبهًا للقراءة لدرجة أنّه لم يكن يفوّت أي تفصيل من الكتاب المقدّس، إنّما كان يحفظ كلّ شيء؛ لاحقًا كان يمكن لذاكرته أن تغنيه عن الكتب. كلّ سكّان القرية والأعيان الذين كانوا يزورونه عادةً، عند مشاهدتهم لطريقة حياته، كانوا يسمّونه صديق الله. بعضهم كان يحبّه مثل ابنه وبعضهم مثل أخيه.