القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 13 سبتمبر – أيلول 2021 “
الاثنين السابع عشر من زمن العنصرة
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى طيموتاوس 17-12.7-1:1
يا إخوَتِي، مِنْ بولُسَ رَسُولِ المَسِيحِ يَسُوع، بِأَمْرِ اللهِ مُخَلِّصِنَا، والمَسِيحِ يَسُوعَ رَجَائِنَا،
إِلى طِيمُوتَاوُسَ ٱلٱبْنِ الحَقِيقِيِّ في الإِيْمَان: أَلنِّعْمَةُ والرَّحْمَةُ والسَّلامُ مِنَ اللهِ الآب، والمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا!
نَاشَدْتُكَ، وأَنَا مُنْطَلِقٌ إِلى مَقْدُونِيَة، أَنْ تُقِيمَ في أَفَسُس، لِتُوصِيَ بَعضًا مِنَ النَّاس أَلاَّ يُعَلِّمُوا تَعْلِيْمًا مُخَالِفًا،
ولا يُصْغُوا إِلى خُرَافَاتٍ وأَنْسَابٍ لا آخِرَ لَهَا، تُثِيرُ المُجَادَلاتِ أَكْثَرَ مِمَّا تَخْدُمُ تَدْبِيرَ اللهِ في الإِيْمَان.
أَمَّا غَايَةُ هذِهِ الوَصِيَّةِ فإِنَّمَا هِيَ المَحَبَّةُ بقَلْبٍ طَاهِر، وضَمِيرٍ صَالِح، وإِيْمَانٍ لا رِيَاءَ فيه.
وقَد زَاغَ عَنْهَا بَعضُهُم، فَٱنْحَرَفُوا إِلى الكَلامِ البَاطِل،
وأَرادُوا أَنْ يَكُونُوا مُعَلِّمِي الشَّرِيعَة، وهُم لا يُدْرِكُونَ ما يَقُولُونَ ولا مَا يُؤَكِّدُون.
أَشْكُرُ المَسِيحَ يَسُوعَ رَبَّنَا، الَّذي قَوَّاني، لأَنَّهُ حَسِبَنِي أَمِينًا فَجَعَلَنِي لِلخِدْمَة،
أَنَا الَّذي كُنْتُ مِنْ قَبْلُ مُجَدِّفًا ومُضْطَهِدًا وشَتَّامًا، لكِنَّ اللهَ رَحِمَنِي، لأَنِّي فَعَلْتُ ذلِكَ وأَنَا جَاهِلٌ غَيرُ مُؤْمِن.
لَقَد فَاضَتْ عَلَيَّ نِعْمَةُ رَبِّنَا معَ الإِيْمَانِ والمَحَبَّةِ الَّتِي في الْمَسِيحِ يَسُوع.
صَادِقَةٌ هِيَ الكَلِمَةُ وجَدِيرَةٌ بكُلِّ قَبُول: أَنَّ المَسِيحَ يَسُوعَ جَاءَ إِلى العَالَمِ لِيُخَلِّصَ الخَطأَة، وَأَوَّلُهُم أَنَا.
لكِنَّ المَسِيحَ يَسُوعَ رَحِمَنِي، لِيُظْهِرَ كُلَّ أَنَاتِهِ فِيَّ أَنَا أَوَّلاً، مِثَالاً للَّذِينَ سَيُؤمِنُونَ بِهِ لِلحَياةِ الأَبَدِيَّة.
فَلِمَلِكِ الدُّهُورِ الخَالِدِ غَيرِ المَنْظُور، الإِلهِ الوَاحِد، ٱلكرَامَةُ والمَجْدُ إِلى أَبَدِ الآبِدِين. آمين!
إنجيل القدّيس متّى 48-43:5
قالَ الربُّ يَسوعُ: «سَمِعْتُم أَنَّه قِيل: أَحْبِبْ قَريبَكَ وأَبْغِضْ عَدُوَّكَ.
أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُم: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُم، وصَلُّوا مِنْ أَجْلِ مُضْطَهِدِيكُم،
لِتَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبيكُمُ الَّذي في السَّمَاوَات، لأَنَّه يُشْرِقُ بِشَمْسِهِ عَلى الأَشْرَارِ والأَخْيَار، ويَسْكُبُ غَيْثَهُ عَلى الأَبْرَارِ والفُجَّار.
فَإِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذينَ يُحِبُّونَكُم، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُم؟ أَلَيْسَ العَشَّارُونَ أَنْفُسُهُم يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟
وإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلى إِخْوَتِكُم وَحْدَهُم، فَأَيَّ فَضْلٍ عَمِلْتُم؟ أَلَيْسَ الوَثَنِيُّونَ أَنْفُسُهُم يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟
فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِين، كمَا أَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ هُوَ كَامِل.
التعليق الكتابي :
القدّيس قيصاريوس (٤٧٠ – ٥٤٣)، راهب وأسقف آرل
عظات للشعب، العظة رقم 23
«أَحِبُّوا أَعداءَكم وصَلُّوا مِن أَجلِ مُضطَهِديكُم»
في جميع أعمال المحبّة الحقيقيّة التي أحدّثكم عنها، ليس هناك ما يتطلّب استعمال الأيادي أو الأقدام – إذًا، لا يستطيع أحد أن يقول إنّه غير قادر أو مُعوّق… لا يمكن لأحد أن يعترض ظاهريًّا بأيّ مبرِّر، قائلاً إنّه لا يستطيع تطبيق هذه النصائح. فإنّنا لا نقول لك: “صُمْ فوق طاقتك، وابقَ مستيقظًا في الليل فوق قوّتك”… لا نجبرك على بيع كلّ ما تملك وإعطاء كلّ شيء للفقراء، ولا على البقاء بتولاً… مَن يستطيع تطبيق ذلك كلّه، فليشكرْ الله. ومَن لا يقدر على ذلك، فليحافظ على المحبّة الحقيقيّة، إذ بها سيمتلك كلّ شيء، لأنّ المحبّة تكفي، حتّى من دون هذه الأعمال الصالحة كلّها. لكنّ هذه الأعمال الصالحة لا تنفع شيئًا من دون المحبّة. لذلك، أعيد وأكرّر لكم هذا كلّه، يا إخوتي الأعزّاء، لكي تستطيعوا أن تفهموا بشكل أفضل أنّ أحدًا لا يمكنه الادّعاء بعدم قدرته على تطبيق وصايا الله…
حافظوا إذًا على رباط المحبّة اللطيف والخلاصيّ، الّذي بدونه يكون الغنيّ فقيرًا، وبه يكون الفقير غنيًّا. إن لم يكن الغنيّ يملك المحبّة، فما الّذي يملكه؟… وبما أنّ “الله محبّة” (1يو 4: 8)، بحسب قول يوحنّا الإنجيليّ، ما الّذي يمكن أن ينقص الفقير، إن كان يستحقّ امتلاك الله بواسطة المحبّة؟… فأحِبّوا، يا إخوتي الأعزّاء، واثبتوا في المحبّة التي بدونها لن يستطيع أحد أن يرى الله.