رحيل الأنبا ميخائيل شيخ مطارنة الكنيسة القبطية الارثوذكسية

كتب – ناجح سمعـان :

بكاتدرائية رئيس الملائكة الجليل ميخائيل بمدينة اسيوط ودع الآلاف من أبناء الكنيسة القبطية الارثوذكسية ابيهم البار صاحب النيافة الانبا ميخائيل مطران كرسى اسيوط للاقباط الارثوذكس على مدى 68 عاماً ( 1946 – 2014 ) . وقد أقيمت صلاة الجناز على روحه الطاهرة صباح الاثنين 24 نوفمبر 2014 حيث ترأس الصلاة قداسة البابا تواضروس الثانى والانبا يؤانس اسقف عام الخدمات والمكلف بالاشراف على ايبارشية اسيوط إلى جانب لفيف رفيع من الاباء الاساقفة اعضاء المجمع المقدس فى الكنيسة القبطية الارثوذكسية . كذلك شارك بالحضور نيافة الانبا كيرلس وليم مطران اسيوط للاقباط الكاثوليك والقس باقى صدقة راعى الكنيسة الانجيلية الاولى بأسيوط والقس سامح موريس راعى الكنيسة الانجيلية بالتحرير . وعلى الصعيد الوطنى شارك بالحضور اللواء ابراهيم حماد محافظ اسيوط واللواء احمد عليوه مدير الامن الوطنى واللواء هيثم عثمان مدير ادارة المخابرات العامة والعقيد علاء موسى مستشار القوات المسلحة باسيوط . كما  حضر الصلوات فضيلة الشيخ العجمى وكيل وزارة الاوقاف وفضيلة الشيخ على ابو الحسن عضو بيت العائلة بالازهر الشريف .

فى كلمته للمصلين قال قداسة البابا تواضروس الثاني :

يعز علينا أيها الأحباء أن نودع اليوم هذا المطران الجليل نيافة الانبا ميخائيل . نودعه على رجاء القيامة متأملين حياته فقد منح الله الراحل الكريم فضائل ونعم كثيرة حيث أنعم الله عليه بالعمر الطويل فقد بلغ نيافته الثالثة والتسعين عاماً وخلال حياته ملأ أيامه بالخدمة والمحبة لإيبارشيته كما انه عاش زاهداً ناسكاً منتهجاً النظام والدقة حتى اصبح النظام والتدقيق عادة أصيلة بين أبناء اسيوط .

عن أهم أعمال الراحل الجليل قال قداسة البابا تواضروس الثانى :

عاصر نيافة الانبا ميخائيل 7 من الاباء البطاركة حيث سيم اسقفاً وعمره 26 عاماً عن يد البطريرك الانبا يوساب الثانى وعرف عنه فى ايبارشيته اسيوط انه كان محباً للتعمير حيث عمر النفوس كما عمر الأرض إذ تكرس على يديه الكثير من الاباء الكهنة وتتلمذ فى مدرسته العديد من الرهبان والراهبات والخدام . كذلك قام بتاسيس دير السيدة العذراء بجبل اسيوط  والمعروف بدير درنكه والذى اصبح منارة روحية يعتز بها كل ابناء الكنيسة القبطية الاثوذكسية . كما شارك المتنيح الكريم فى احضار رفات القديس مرقس الرسول من ايطاليا فى حبرية البابا كيرلس والسادس . وأخيراً إلى جانب خدمته فى ايبارشية اسيوط كان الانبا ميخائيل رئيس دير القديس انبا مقار حيث قاد الدير بحكمة كبيرة كما تتلمذ على يديه رهبان كثيرون .

وعن ذكرياته مع الانبا ميخائيل قال البابا تواضروس :

 أتيت إلى زيارته هنا فى اسيوط عقب اختيار الرب لى لأكون بابا الكنيسة وكانت المقابلة بيننا طيبة جداً واستمرت حوالى ساعة إذ كان حديث نيافته ممتعاً وكلماته ملئية بالمحبة ورغم تقدمه فى السن تعامل معى بحسب مسئوليتي الروحية كما أهداني الصليب الذى كان فى يده وقدم لى بعض النصائح الأبوية . ويضيف البابا تواضروس : كانت المرة الثانية مكالمة تليفونية بيننا استمرت ساعة ونصف الساعة استمعت اليه وأنا واقفاً لجمال عباراته وقوة صلاته التى رفعها من اجلى وهذا اعطانى رجاء كبير .

واختتم قداسة البابا تواضروس الثانى العظة قائلاُ  : نجتمع اليوم ايها الاحباء لنودع أباً جليلاً وراعياً صالحاً لكننا لا نودعه بحزن أو بألم بل بفرح وسلام متأملين نموذجه الفريد فى العطاء حيث اكتملت اليوم رسالتة على الارض ودعاه الرب إلى الحياة الابدية وكلنا ثقة أنه يتشفع من أجلنا فى السماء .