الحكمة كنز لا يفنى، ولكن من هو الحكيم الحقيقي في هذا العالم؟ وما هي الحكمة نفسها؟ ولماذا سميّ سليمان بصفة “الحكيم” وكيف نتعلم الحكمة في حياتنا اليومية.
يقول سفر الحكمة في الفصل السابع “حِينَئِذٍ تَمَنَّيْتُ؛ فَأُوتِيتُ الْفِطْنَةَ، وَدَعَوْتُ فَحَلَّ عَلَيَّ رُوحُ الْحِكْمَةِ. فَفَضَّلْتُهَا عَلَى الصَّوَالِجَةِ وَالْعُرُوشِ، وَلَمْ أَحْسَبِ الْغِنَى شَيْئًا بِالْقِيَاسِ إِلَيْهَا، وَلَمْ أَعْدِلْ بِهَا الْحَجَرَ الْكَرِيمَ، لأَنَّ جَمِيعَ الذَّهَبِ بِإِزَائِهَا قَلِيلٌ مِنَ الرَّمْلِ، وَالْفِضَّةَ عِنْدَهَا تُحْسَبُ طِينًا. وَأَحْبَبْتُهَا فَوْقَ الْعَافِيَةِ وَالْجَمَالِ، وَاتَّخَذْتُهَا لِي نُورًا، لأَنَّ ضَوْءَهَا لاَ يَغْرُبُ، فَأُوتِيتُ مَعَهَا كُلَّ صِنْفٍ مِنَ الْخَيْرِ، وَنِلْتُ مِنْ يَدَيْهَا غِنًى لاَ يُحْصَى.” (الحكمة 7 : 7 – 9)
هكذا تفوه سفر الحكمة، فالرجل الحكيم خطوته محسوبة وقرراته مبنية على التمييز الروحي لذلك فإن الحكيم أهم من امتلاك الذهب لأن مالك الذهب والفضة في غياب الحكمة قد يستخدمها دون تمييز فينتج عن ذلك الشرور والعنف، فمالك الذهب والفضة والسلطة في غياب الحكم قد يصبح مملوك بالهوى، ومدفوع بالغيرة، ويأمر بخفة ويتكلم بالخبث.
لذلك يقول القديس بولس عن “الحكمة”: “حكمة الصليب عندنا نحن المسيحيين افضل من حكمة العالم المبنية على معايير تغيب فيها الحكمة”
يكمل الحكيم قائلًا: وَأَحْبَبْتُهَا فَوْقَ الْعَافِيَةِ وَالْجَمَالِ، وَاتَّخَذْتُهَا لِي نُورًا، لأَنَّ ضَوْءَهَا لاَ يَغْرُبُ، فَأُوتِيتُ مَعَهَا كُلَّ صِنْفٍ مِنَ الْخَيْرِ، وَنِلْتُ مِنْ يَدَيْهَا غِنًى لاَ يُحْصَى.” (الحكمة 7 : 10 – 11) ويضيف المرنم في مزمور 90 وعدد 12 “إِحْصَاءَ أَيَّامِنَا هكَذَا عَلِّمْنَا فَنُؤْتَى قَلْبَ حِكْمَةٍ”
سُميّ سليمان بالحكيم لأنه طلب من الرب بدلًا من الذهب والفضة والبنين والبنات أن يميز في حُكمه لشعبه، وأن يكون سلطانه على شعبه مبني على الحكمة والفحص، لذلك جاءت ملكة سبأ إلى أورشليم لتتعلم الحكمة من سليمان الحكيم.
هكذا نحن ننشد طريق السلامة حينما نستمع ونصغي إلى حكمة الله النابعة من كلمات الحياة في الكتاب المقدس، وحين نتأسس على الحكمة، نستطيع أن نعامل اخوتنا وأخواتنا البشر بالعدل، ونتمنطق بالفضيلة، ونشع كنور الشمس التي تبدد الظلمة من حولنا فطوبى للإنسان الحكيم، تكون داره مسكنا للعلي. وقلبه مليئًا بحب الرب.