القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 8 نوفمبر – تشرين الثانى 2021 “
الإثنين من أسبوع تقديس البيعة وتجديدها
ميخائيل رئيس الملائكة
الرسالة إلى العبرانيّين 18-11:10
يا إِخوَتي، كُلُّ كَاهِنٍ يَقِفُ كُلَّ يَومٍ خَادِمًا، ومُقَرِّبًا مِرَارًا الذَّبَائِحَ نَفْسَهَا، وهِيَ لا تَقْدِرُ البَتَّةَ أَنْ تُزِيلَ الخَطَايَا.
أَمَّا المَسِيح، فَبَعْدَ أَنْ قَرَّبَ ذَبِيحةً واحِدَةً عنِ الخَطَايَا، جَلَسَ عَن يَمِينِ اللهِ إِلى الأَبَد،
وهُوَ الآنَ يَنْتَظِرُ أَنْ «يُجْعَلَ أَعْدَاؤُهُ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْه».
فإِنَّهُ بِتَقْدِمَةٍ وَاحِدَةٍ جَعَلَ المُقَدَّسِينَ كَامِلِينَ إِلى الأَبَد.
والرُّوحُ القُدُسُ نَفْسُهُ يَشْهَدُ لَنَا. فَبَعْدَ أَنْ قَال:
«هذَا هُوَ العَهْدُ الَّذي سَأُعَاهِدُهُم بِهِ، بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّام، يَقُولُ الرَّبّ: أَنِّي أَجْعَلُ شَرائِعِي في قُلُوبِهِم، وأَكْتُبُهَا على أَذْهَانِهِم»،
أَضَافَ قائِلاً: «وَلَنْ أَذْكُرَ خَطَايَاهُم وآثامَهُم مِنْ بَعْد».
فحَيْثُ تَكُونُ مَغْفِرَةُ الآثَامِ والخَطَايَا، لا تَبْقَى تَقْدِمَةٌ عنِ الخَطِيئَة!
إنجيل القدّيس يوحنّا 8-1:17
رَفَعَ يَسوعُ عَيْنَيْهِ إِلى السَّمَاءِ وقَال: «يَا أَبَتِ، قَدْ حَانَتِ السَّاعَة! مَجِّدِ ٱبْنَكَ لِيُمَجِّدَكَ الٱبْن،
ويَهَبَ حَيَاةً أَبَدِيَّةً لِكُلِّ مَنْ وَهَبْتَهُم لَهُ، لأَنَّكَ أَوْلَيْتَهُ سُلْطَانًا على كُلِّ بَشَر.
والحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ هِيَ أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الوَاحِدَ الحَقّ، ويَعْرِفُوا الَّذي أَرْسَلْتَهُ، يَسُوعَ المَسِيح.
أَنَا مَجَّدْتُكَ في الأَرْض، إِذْ أَتْمَمْتُ العَمَلَ الَّذي وَكَلْتَ إِليَّ أَنْ أَعْمَلَهُ.
فَٱلآن، يَا أَبَتِ، مَجِّدْنِي لَدَيْكَ بِٱلمَجْدِ الَّذي كَانَ لي عِنْدَكَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ العَالَم.
أَظْهَرْتُ ٱسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذينَ وَهَبْتَهُم لي مِنَ العَالَم. كَانُوا لَكَ، فَوَهَبْتَهُم لي، وقَدْ حَفِظُوا كَلِمَتَكَ.
والآنَ عَرَفُوا أَنَّ كُلَّ مَا وَهَبْتَهُ لي هُوَ مِنْكَ،
لأَنَّ الكَلامَ الَّذي وَهَبْتَهُ لي قَدْ وَهَبْتُهُ لَهُم، وهُمْ قَبِلُوه، وعَرَفُوا حَقًّا أَنِّي مِنْ لَدُنْكَ خَرَجْتُ، وآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.
التعليق الكتابي :
القدّيس إيريناوس اللِّيونيّ (نحو 130 – نحو 208)، أسقف ولاهوتيّ وشهيد
ضد الهرطقات، الجزء الرّابع
«يا أَبَتِ، إِنَّ الَّذينَ وهَبتَهم لي أُريدُ أَن يَكونوا معي حَيثُ أَكون فيُعايِنوا ما وَهَبتَ لي مِنَ المَجد»
في البدء لم يخلق الله الإنسان بداعي حاجته إليه، إنّما ليكون لديه مَن يأتمنه على مخلوقاته. قبل خلق آدم، لا بل حتّى قبل عمليّة الخلق كلّها كان الكلمة يمجّد الآب وهو متّحد جوهريًّا به كما أنّ الآب كان يُمَجّدُ الابن كما قال هو بنفسه: “فمَجِّدْني الآنَ عِندَكَ يا أَبتِ بِما كانَ لي مِنَ المَجدِ عِندَكَ قَبلَ أَن يَكونَ العالَم”. وبالتالي، لم يطلب منّا الابن أن نتبعه لأنّه بحاجة إلى خدماتنا، إنّما ليقدّم لنا الخلاص. لأنّ كل من يتَّبِع المخلّص سيكون له الخلاص، كما أنّ من يتَّبِع النور سيكون له النور.
وعندما يكون الإنسان في النُّور، فلن يكون هو مَن يضيء النُّور ويزيد من لمعانه، إنّما الّذين في النُّور يضيئون ويزدادون بريقًا من خلال النور؛ وبعيدًا عمّا يعود على هذا الأخير، فإنّ الّذين في النُّور يستفيدون منه ويستنيرون به. وكذلك هي حالنا في خدمة الله؛ إذ إنّ خدمتنا لن تعود بشيء على الله، لأنّ الله ليس بحاجة إلى خدمات الإنسان، ولكنّ الله يهب الحياة والصّفاء والمجد الأبدي لكلّ من يخدمه ويتبعه…
إذا كان الله يطلب الخدمة من الإنسان، فإنّ ذلك من أجل أن يمنح عطاءاته لأولئك الذين يثابرون في خدمته، لأنّه إلهٌ عادلٌ ورحيم. فإذا كان الله لا يحتاج إلى شيء، فإنّ الإنسان بحاجة إلى الشراكة مع الله. فمجد الإنسان هو في المثابرة في خدمة الله. ولهذا قال الربّ لتلاميذه: “لم تَخْتاروني أَنتُم، بل أَنا اختَرتُكم” (يو 15: 16). وبهذا أشار إلى أنّهم لا يمجّدونه باتّباعهم له، بل لأنّهم اتّبعوا ابن الإنسان، فهم تمجّدوا به. “يا أَبَتِ، إِنَّ الَّذينَ وهَبتَهم لي أُريدُ أَن يَكونوا معي حَيثُ أَكون فيُعايِنوا ما وَهَبتَ لي مِنَ المَجد لأَنَّكَ أَحبَبتَني قَبلَ إِنشاءِ العالَم” (يو 17: 24).