هذا هو حمل الله – الأب وليم سيدهم
أشار يوحنا المعمدان إلى يسوع وقال: «هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ!” (يو 1: 29).، كان تلاميذ يوحنا يعلمون جيدًا أن يوحنا نفسه “معلمهم” ليس هو المسيح، وأنه يعد الطريق لمجيء المسيح مخلص اسرائيل، ولهذا حينما أشار لهم بأن يسوع هو “حمل الله” تبعوه فورًا، فسألهم يسوع نفسه: «مَاذَا تَطْلُبَانِ؟» فَقَالاَ: «رَبِّي، الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ، أَيْنَ تَمْكُثُ؟» فَقَالَ لَهُمَا: «تَعَالَيَا وَانْظُرَا». فَأَتَيَا وَنَظَرَا أَيْنَ كَانَ يَمْكُثُ، وَمَكَثَا عِنْدَهُ ذلِكَ الْيَوْمَ.(يو 1 : 38 – 39)
إن الكلمة التي استخدمها يوحنا لوصف يسوع، كانت كفيلة بأن تُعرّف التلميذان عن شخصية يسوع، إنه هو “الحمل” الذي تحدث عنه النبي أشعياء في نشيد العبد المتألم: “ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ.” (إش 53: 7).
هذا هو الحمل الذي يتحدث عنه سفر الرؤيا في العهد الجديد، وهذا هو الحمل الذي أمر الرب فيه موسى في العهد القديم قبل خروج بني اسرائيل من عبودية أرض مصر حتى يفتدوا أنفسهم من الضربات التي أنزلها الرب بالمصريين.
ونحن اليوم، قد استقبلنا إيماننا من الكنيسة ومن الأسرة وجوهره أننا نؤمن بيسوع المسيح الذي صُلب ومات على عهد بيلاطس البنطي وقام من بين الأموات.
وكما استقبلنا مجانًا هذا الإيمان بالحمل المخلص يسوع المسيح فنحن مدعوون اليوم أن ننشره، مثل يوحنا المعمدان ومثل موسى النبي إلى معاصرينا وتلاميذنا وتلميذاتنا إلى يسوع المسيح بصفته الحمل الذي حمل ومازال يحمل كل خطايانا، ويحررنا من نير هذه الخطايا، لننطلق إلى الأمام في تعمير الكون وفي نسج أفعال المحبة بيننا وبين أخوتنا البشر، سواء شركائنا في الديانة أو شركائنا في الإنسانية، أو شركائنا في اللحم والدم.
وإذا كان القديس بولس يذكرنا بأننا على مثال المسيح، لا نعيش لأنفسنا بل للذي اشترانا بدمه، والذي أقام المصالحة بين اليهود والوثنيين، والذي به نستطيع أن نعبر من حياة الأنانية وتورم الشخصية إلى حياة التضحية وفعل الخير مع أنفسنا أولًا ومع أخوتنا البشر ثانيًا.
ونتذكر رد يسوع نفسه على سؤال أحد الفريسيين عما ماذا يفعل ليدخل ملكوت الله فأجابه يسوع: “فَأَجَابَ وَقَالَ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ».” (لو 10: 27).
إن حياة المؤمن بالمسيح هي حياة من اكتشف ان السعادة في العطاء أكثر منها في الأخذ، أن من فقد نفسه من أجل المسيح فقد وجدها.
“طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ، مِنْ أَجْلِي، كَاذِبِينَ. اِفْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا، لأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُمْ هكَذَا طَرَدُوا الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ.” (متى 5: 11 – 12)