تامل الثلاثاء
– لم يكن التجسد عمل الله وحده، بل حصل أيضاً بداعي ارادة العذراء وإيمانها. القديس نيقولا كاباسيلاس
شكرا لك يارب
شكرا لك يا رب.. لأجل كل البركات على حياتي هذه السنة. لأجل كل الأيام المشمسة، والصعبة، والمعتمة. لأجل السلام في قلبي وحياتي. شكرا من أجل أيام الصحة والمرض، من أجل أيام الحزن والفرح خلال السنة. شكرا من أجل جميع الأشياء التي قدمتها لي، وعدت وأخذتها ثانية. شكرا لك يا رب، من أجل ابتسامة الصديق، ومن أجل اليد التي ساعدتني، من أجل المحبة التي أحببت بها، ومن أجل الأشياء المدهشة في حياتي.
شكرا من أجل الورود، والنجوم، والأطفال، ومن أجل روح المحبة. شكرا من أجل الوحدة، من أجل العمل، من أجل الصعوبات والمشاكل، من أجل المخاوف فجميعا قربتني منك أكثر. شكرا من أجل حمايتك لحياتي، من أجل توفير المأوى لي، من أجل الطعام ومن أجل الحاجيات.
ماذا ينتظرني هذه السنة !؟ الذي ترغب أنت فيه يا رب! أسألك من أجل أن تزيد ايماني لكي أراك في جميع طرقي، الأمل والشجاعة كي لا استسلم، المحبة لأجل كل الأيام القادمة، الذين حولي من أجل الصبر، التواضع، الإنتاج، ومن أجل إعطائي القلب. أعطني يا رب ما هو صالح لي، والذي لا أعلم كيف اطلبه منك. أعطني قلبا يطيع، أذنا مصغية، وذهنا منفتحا، ويدا عاملة لكي تنتج حسب رغبتك، والخضوع لإرادتك الكاملة في حياتي. اسكب يا رب بركاتك على جميع من تحبهم نفسي وأجلب السلام لقلوب جميع الناس ولوطني … آمين.
صلاة التوبة
ربى و إلهى و مخلصى يسوع المسيح, كنز الرحمة و نبع الخلاص, آتى إليك مقرا بذنوبى. اعترف بأنى بوقاحة تجاسرت و دنست هيكلك المقدس بخطاياى. و الآن ألجأ إلى رحمتك و تحننك, لأن مراحمك لا تحصى, و أنك لا ترد خاطئا قد أقبل إليك. فها أنا آتى يارب معترفا بأن آثامى قد طمت فوق رأسى كحمل ثقيل, و قد فارقتنى قوتى. فلا تحجب يارب وجهك عنى لئلا أرتاع. و لا توبخنى بغضبك. ولا تودبنى بغيظك. ولا تحاكمنى بحسب استحقاقى. ارحمنى يارب فإنى ضعيف. اذكر يارب أنى عمل يديك و ارأف بى. لا تدخل فى المحاكمة مع عبدك, لأنه لن يتبرر قدامك أى حي. عد والبسنى حلة جديدة تليق بمجدك. اغفر لى وسامحنى, لأترنم قائلا: طوبى لمن غفر إثمه. وسترت خطيته. اعترف لك بخطيتى, ولا أكنم إثمى. قلت اعترف للرب بذنبى. و أنك رفعت اثام خطيتى. امين.
مزامير
إِحمَدوا ٱلرَّبَّ بِٱلقيثار
إِعزِفوا عَلى كِنّارَةٍ عُشارِيَةِ ٱلأَوتار
نَشيدًا جَديدًا لَهُ أَنشِدوا
وَمَعَ ٱلهُتافِ عَزفَكُم أَجيدوا
مَقاصِدُ ٱلرَّبِّ ثابِتَةٌ عَلى ٱلدَّوام
أَفكارُ قَلبِهِ باقِيَةٌ مَدى ٱلأَجيال
طوبى لِأُمَّةٍ كانَ لَها ٱلرَّبُّ إِلَها
وَلِشَعبٍ ٱختارَهُ ٱلمَولى ميراثا
إِنتَظَرَتِ ٱلمَولى نُفوسُنا
إِنَّه عَونُنا وَتُرسُنا
لِأَنَّ بِهِ يُسَرُّ قَلبُنا
وَعَلى ٱسمِهِ ٱلقُدّوسِ تَوَكَّلنا
إنجيل القدّيس لوقا 45-39:1
وفي تلكَ الأَيَّام قَامَت مَريمُ فمَضَت مُسرِعَةً إِلى الجَبَل إِلى مَدينةٍ في يَهوذا.
ودَخَلَت بَيتَ زَكَرِيَّا، فَسَلَّمَت على أَليصابات.
فلَمَّا سَمِعَت أَليصاباتُ سَلامَ مَريَم، ارتَكَضَ الجَنينُ في بَطنِها، وَامتَلأَت مِنَ الرُّوحِ القُدُس،
فَهَتَفَت بِأَعلى صَوتِها: «مُبارَكَةٌ أَنتِ في النِّساء! وَمُبارَكَةٌ ثَمَرَةُ بَطنِكِ!
مِن أَينَ لي أَن تَأتِيَني أُمُّ رَبِّي؟
فما إِن وَقَعَ صَوتُ سَلامِكِ في أُذُنَيَّ حتَّى ارتَكَضَ الجَنينُ ابتِهاجًا في بَطْني
فَطوبى لِمَن آمَنَت: فسَيَتِمُّ ما بَلَغها مِن عِندِ الرَّبّ».
شخصيات الميلاد
تأمل في العذراء
++++++++++
كانت العذراء، أول شخص يصغي إلى كلام الربّ ويتأمل بعجائبه
فكانت الأرض الصالحة، التي حفظت الكلمة بقلب جيّد، فأعطت مئة. وهل من عطاء أكبر من تجسّد الله؟
لذلك فهي ترمز إلى الإصغاء؛ إذ كانت تصغي لكلمة الربّ
وتردّد مع صموئيل: “تكلّم يا ربّ، فإنّ عبدك يسمع” ( 1 صمو 3:10)
وكلّ مرّة يصغي إنسان إلى كلام الله ويتأمل فيه، ويتمّم إرادة الله، يتمّ ميلاد الله في حياته.
وترمز إلى حياة التأمل ، فهي كانت تحفظ كلام الله في قلبها وتعمل به.
والى انتظار البشرية للخلاص. يقول القدّيس أفرام السرياني:
” ما أفسدته حوّاء بتمردّها، أصلحته العذراء بطاعتها”.
وترمز أيضاً إلى التواضع : يقول الأنبا سلوان :
” إنّ النفس المتواضعة تشبه بيتاً جميلاً في وسط حديقة جميلة جداً
لا يستطيع الله إلاّ أن يسكنها، لأنّها تغريه بتواضعها”.
وترمز أيضاً إلى: حين يلتقي التواضع مع الإصغاء يتمّ ميلاد الله.
قال القدّيس إسحاق السرياني:
” عندما أراد الله أن يتجسّد، لم يجد رداءاً يرتديه أجمل من التواضع”.
لقد جعل الله المرأة، أمّاً لابنه يسوع المسيح المتجسّد.
ومن دمها، دم الإله المتجسّد والمُرَاق لأجل خلاص البشر.
وما سعت إليه حوّاء بكبريائها- أن تصبح مثل الله- حقّقته العذراء لها ولكلّ أبنائها البشر.
عظائم ميلادية تدعوك للتأمل في الميلاد
من شروحات القديس أمبروزيوس الأسقف في إنجيل القديس لوقا
(الكتاب ٢، ١٩ و ٢٢- ٢٣ و٢٦- ٢٧: CCL ١٤، ٣٩- ٤٢)
زيارة سيدتنا مريم العذراء
بشَّرَ الملاكُ مَريمَ بأَشياءَ خفِيَّةٍ. ولِتَوطيدِ إِيمانِها بالمـَثَل، أطلَعَهَا على أُمومةٍ وشيكةٍ لامرأَةٍ مُسِنَّةٍ عاقِرٍ، بُرهانًا على أَنَّ الله يَستطيعُ أَن يعملَ كلَّ ما يشاءُ.
عِندَما سمِعَتْ مريمُ هذا، أَسرَعَتْ إلى الجبَلِ، لا لِعدَمِ إِيمانِها بالنَّبَأ، ولا لأنَّها كانَتْ متردِّدةً في البِشارةِ التي سمِعَتْها، ولا لأنَّها كانَتْ تشُكُّ فيما أُعلِمَتْ به، بل لأنَّها ابتهجَتْ بوعدِ الله، ورَغِبَتْ في الخدمةِ، ولأنَّها امتلأَتْ بالفرحِ فأسرَعَتْ إلى الجبل.
امتلأتْ مريمُ باللهِ، فأين تذهَبُ مُسرِعَةً إلّا إلى القِمَمِ العالية؟ ذهبَتْ مُسرِعَةً لأنَّ نِعمةَ الرُّوحِ القُدُسِ لا تِعرفُ التَّردُدَ والإبطاءَ! ولذلكَ أيضًا، أُعلِنَتْ في الحالِ النِّعَمُ التي حَلَّتْ بِمَجيءِ مَريمَ وحُضُورِ الرّبِّ. “فَلَمَّا سَمِعَتْ ألِيصَابَاتُ كَلامَ مَريَمَ، ارتَكَضَ الجَنِينُ فِي بَطنِهَا. وَامتَلأتْ مِنَ الرُّوحِ القُدُسِ” (لوقا ١: ٤١)
لاحِظْ معنى كلِّ لفظةٍ ومضمونَها. سَمِعَتْ أَليصاباتُ الصَّوتَ أوَّلاً، ولكنَّ يوحنا أحسَّ بالنِّعمةِ أوَّلاً. سَمِعَتْ أَليصاباتُ بقوَّةِ السَّمَعِ الطَّبيعيِّ، أَمّا يُوحنا فتهلَّلَ بقوَّةِ السِّرِّ. أحسَّتْ أَليصاباتُ بمجيءِ مريم، وأحسَّ يُوحنا بِمجيءِ الرَّبِّ. أحسَّتْ المرأةُ بمجيءِ المرأة، والولدُ بمجيءِ الولد. تحدَّثَتِ المرأتان بنِعَمِ الله. والوَلَدان عمِلا في الباطن وزيَّنَا الأحشاءَ الوالديَّةَ بِسِرِّ التَّقوى، فحدَثَتْ آيتان في آيةٍ واحدة، إذ تنبَّأَتِ الوالدتان بقوَّةِ الرُّوحِ التي في ولدَيْهِما.
تهلَّلَ يُوحنا، وامتلأتْ والدتُه بالرُّوح. لم تمتلئْ الوالدةُ قبلَ ابنِها، بل لمَّا امتلأ الولدُ بالرُّوحِ القُدُس ملأ والدتَه أيضًا. تهلَّلَ يوحنا، وتهلَّل الرُّوحُ في مريم. ولمّا تهلَّلَ يوحنا امتلأتْ أليصابات. أمَّا مريمُ فلا يقالُ إنّها امتلأتْ بالرُّوحِ فتهلَّلَتْ، لأنَّها كانَتْ ممتلئةً به من قَبلُ. السِّرُّ الذي لا نُدرِكُه كانَ يعملُ فيها بصورةٍ لا نُدرِكُها. أليصاباتُ امتلأتْ بالرُّوحِ بعدَ أن حَمَلْت، ومريمُ قبلَ أن تَحمِلَ. قالَتْ لها أليصابات: “طُوبَى لِمَن آمَنَتْ” (لوقا ١: ٤٥).
وطُوباكُم أَنتم أَيضًا الذينَ سَمِعْتُم وآمنْتُم، لأَنَّ كُلَّ نَفسٍ إذا آمنَتْ فإنَّها تحمِلُ وتَلِدُ كلمةَ اللهِ وتَعترِفُ بأعمالِه.
ليكُنْ روحُ مريمَ في كلِّ واحدٍ مِنّا ليمجِّدَ اللهَ. ليكُنْ روحُ مريمَ في كلِّ واحدٍ مِنّا ليبتهجَ في الله. والدةُ المسيحِ واحدةٌ بحسبِ الجسد، ولكنْ بحسبِ الإيمانِ فالمسيحُ ثمرةُ إيمانِ كثيرِين: لأنَّ كلَّ نفسٍ يمكنُها أن تَستقبِلَ كلمةَ الله، إن كانَتْ طاهرَةً خاليَةً من الرَّذائِلِ، وإن حفظَتْ نفسَها بالعفَّةِ والطَّهارة.
كلُّ نفسٍ تَقدِرُ أن تكونَ كذلك يمكنُها أن تُعظِّمَ الربَّ، كما عَظَّمَتْهُ نفسُ مريم، فنهلَّلَتْ رُوحُها باللهِ مُخلِّصِها.
نقرأُ في مكانٍ آخَرَ: “عظِّموا الربَّ معي”. لا يتعظَّمُ اللهُ بمزيدٍ من الكلامِ البشريِّ، بل يتعظَّمُ فينا، لأنَّ “المسيحَ هو صُورةُ الله”. فالنَّفسُ التي تتصرَّفُ بحسبِ التَّقوى والبِرِّ، فإنَّها تُعظِّمُ صُورةَ الله، – وقد خُلِقَتْ هي أيضًا على صورةِ اللهِ ومثالِه. وبتعظيمِها لصورةِ الله، ترتفعُ نفسُها وتَسمُو بمشاركتِها في عظمةِ الله.