stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 23 ديسمبر – كانون الأول 2021 “

269views

الخميس الحادي والثلاثون بعد العنصرة (الإنجيل الرابع عشر بعد الصليب)

تذكار القدّيسين الشهداء العشرة الذين في كريت

بروكيمنات الرسائل 1:4

في كُلِّ ٱلأَرضِ ذاعَ مَنطِقُهُم، وَإِلى أَقاصي ٱلمَسكونَةِ كَلامُهُم.
-أَلسَّماواتُ تُذيعُ مَجدَ ٱلله، وَٱلفَلَكُ يُخبِرُ بِأَعمالِ يَدَيه. (لحن 8)

رسالة القدّيس يعقوب 27-19:1

يا إِخوَتي ٱلأَحِبّاءُ، لِيَكُن كُلُّ إِنسانٍ سَريعًا إِلى ٱلِٱستِماعِ، بَطيئًا عَنِ ٱلتَّكَلُّمِ، بَطيئًا عَنِ ٱلغَضَب.
فَإنَّ غَضَبَ ٱلرَّجُلِ لا يَعمَلُ بِرَّ ٱلله.
لِذَلِكَ ٱطرَحوا كُلَّ قَذارَةٍ وَطُغيانِ شَرٍّ، وَٱقبَلوا بِوَداعَةٍ ٱلكَلِمَةَ ٱلمَغروسَةَ فيكُم، ٱلقادِرَةَ أَن تُخَلِّصَ نُفوسَكُم.
وَكونوا عامِلينَ بِٱلكَلِمَةِ، لا سامِعينَ لَها فَقَط فَتَغُرّوا أَنفُسَكُم.
فَإِنَّ مَن يَسمَعُ ٱلكَلِمَةَ وَلا يَعمَلُ بِها، يُشبِهُ رَجُلاً يَتَأَمَّلُ وَجهَهُ ٱلجِبِلِّيَّ في مِرآة.
تَأَمَّلَ نَفسَهُ وَمَضى، وَنَسِيَ لِساعَتِهِ كَيفَ كان.
أَمّا مَن يَتَطَلَّعُ في ٱلنّاموسِ ٱلكامِلِ ناموسِ ٱلحُرِّيَّةِ وَيُداومُ، لا كَمَن يَسمَعُ ثُمَّ يَنسى، بَل كَمَن يُمارِسُ ٱلعَمَلَ، فَهَذا يَكونُ سَعيدًا في عَمَلِهِ.
إِن ظَنَّ أَحَدٌ فيكُم أَنَّهُ دَيِّنٌ، وَهُوَ لا يُلجِمُ لِسانَهُ، بَل يَغُرُّ قَلبَهُ، فَهَذا دِيانَتُهُ باطِلَة.
إِنَّ ٱلدِّيانَةَ ٱلطّاهِرَةَ ٱلزَكِيَّةَ عِندَ ٱللهِ ٱلآبِ هِيَ: إِفتِقادُ ٱليَتامى وَٱلأَرامِلِ في ضيقِهِم، وَصِيانَةُ ٱلإِنسانِ نَفسَهُ بِغَيرِ دَنَسٍ مِنَ ٱلعالَم.

هلِّلويَّات الإنجيل

تَعتَرِفُ ٱلسَّماواتُ بِعَجائِبِكَ يا رَبّ، وَبِحَقِّكَ في جَماعِةِ ٱلقِدّيسين.
-أَللهُ مُمَجَّدٌ في جَماعَةِ ٱلقِدّيسين، عَظيمٌ وَرَهيبٌ عِندَ جَميعِ ٱلَّذينَ حَولَهُ. (لحن 1)

إنجيل القدّيس مرقس 27-17:10

في ذَلِكَ ٱلزَّمان، فيما يَسوعُ خارِجٌ إِلى ٱلطَّريقِ بادَرَ إِلَيهِ واحِدٌ وَجثا لَهُ وَسَأَلَهُ: «أَيُّها ٱلمُعَلِّمُ ٱلصّالِحُ، ماذا أَعمَلُ لِأَرِثَ ٱلحَياةَ ٱلأَبَدِيَّة؟»
فَقالَ لَهُ يَسوع: «لِماذا تَدعوني صالِحًا؟ لا صالِحَ إِلاّ واحِدٌ هُوَ ٱلله!
أَنتَ تَعرِفُ ٱلوَصايا: لا تَزنِ، لا تَقتُل، لا تَسرِق، لا تَشهَد بِٱلزّور، لا تَهضِم حَقًّا، أَكرِم أَباكَ وَأُمَّك».
فَأَجابَ وَقالَ لَهُ: «يا مُعَلِّمُ، هَذا كُلُّهُ قَد حَفِظتُهُ مُنذُ صِباي».
فَنَظَرَ إِلَيهِ يَسوعُ وَأَحَبَّهُ، وَقالَ لَهُ: «واحِدَةٌ تَنقُصُكَ: إِذهَب وَبِع كُلَّ ما لَكَ وَأَعطِهِ لِلمَساكينَ، فَيَكونَ لَكَ كَنـزٌ في ٱلسَّماء. ثُمَّ تَعالَ ٱتبَعني».
فَٱكتَأَبَ مِن هَذا ٱلكَلامِ وَمَضى حَزينًا، لِأَنَّهُ كانَ ذا مالٍ كَثير.
فَنَظَرَ يَسوعُ حَولَهُ وَقالَ لِتَلاميذِهِ: «ما أَعسَرَ عَلى ذَوي ٱلأَموالِ أَن يَدخُلوا مَلَكوتَ ٱلله».
فَبُهِتَ ٱلتَّلاميذُ لِكَلامِهِ، فَأَردَفَ يَسوعُ وَقالَ لَهُم: «يا بَنِيَّ، ما أَعسَرَ عَلى ٱلمُتَّكِلينَ عَلى ٱلأَموالِ أَن يَدخُلوا مَلَكوتَ ٱلله.
إِنَّهُ لَأَسهَلُ أَن يَمُرَّ ٱلجَمَلُ مِن ثَقبِ ٱلإِبرَةِ مِن أَن يَدخُلَ غَنِيٌّ مَلَكوتَ ٱلله».
فَٱزدادوا دَهَشًا قائِلينَ فيما بَينَهُم: «مَن يَستَطيعُ إِذَن أَن يَخلُص؟»
فَنَظَرَ إِلَيهِم يَسوعُ وَقال: «ذَلِكَ غَيرُ مُستَطاعٍ عِندَ ٱلنّاسِ لا عِندَ ٱللهِ، لِأَنَّ كُلَّ شَيءٍ عِندَ ٱللهِ مُستَطاع».

التعليق الكتابي :

القدّيس يوحنّا كاسيان (360 – 435)، مؤسّس دير في مرسيليا
المحاضرات، الجزء الأوّل

إهداءُ كنزنا الحقيقي لله

إنّ العديد من الذين نبذوا ثروات كبيرة وكميّات ضخمة من الذهب والفضّة ومساحات شاسعة من الممتلكات الرّائعة من أجل اتّباع الرّب يسوع المسيح، قد تركوا أنفسهم فيما بعد ينفعلون بسبب فرشاة أو مخرز أو إبرة أو قصبة للكتابة… وبعد أن وزّعوا جميع أموالهم حبًّا بالرّب يسوع المسيح، احتفظوا بأهوائهم القديمة ووظّفوها في أمور تافهة، وكانوا سريعي الغضب للدفاع عنها. نتيجة لذلك، أُصيبت حياتهم بالعقم لأنّه لم تكن لديهم المحبّة التي تحدّث عنها القدّيس بولس. لقد تنبّأ القدّيس بولس الرّسول بهذه المأساة حين قال: “لَو فَرَّقتُ جَميعَ أَموالي لإِِطعامِ المَساكين، ولَو أَسلَمتُ جَسَدي لِيُحرَق، ولَم تَكُنْ لِيَ المَحبَّة، فما يُجْديني ذلكَ نَفْعًا” (1كور13: 3). هذا دليل واضح على أنّنا لا نصل إلى الكمال بخطوة واحدة لمجرّد التخلّي عن الثروة واحتقار التكريم، إن لم نكن نتمتّع بهذه المحبّة التي وصف الرّسول جوانبها كافّة.

غير أنّ المحبّة ليست سوى في طهارة القلب. “فالمَحبَّةُ… لا تَحسُدُ ولا تَتَباهى ولا تَنتَفِخُ مِنَ الكِبْرِياء…ولا تَسْعى إِلى مَنفَعَتِها، ولا تَحنَقُ ولا تُبالي بِالسُّوء، ولا تَفرَحُ بِالظُّلْم، بل تَفرَحُ بِالحَقّ” (1كور 13: 4-6)؛ ألا تعني هذه الأمور كلّها إهداء قلب كامل ونقيّ إلى الله باستمرار، وحمايته من أيّ تقلبات في الأهواء؟ إذًا، يمكن القول إنّ طهارة القلب هي الهدف الوحيد لأعمالنا ولرغباتنا.